للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المؤمنين يقول: قد لزمتكم مؤونة في شخوصكم، فاستعينوا بهذا في سفركم. قال وكيع: فقلت له: أقرئ أمير المؤمنين السلام وقل له: إني مستغن عنها وفي رعيتك من هو أحوج إليها مني، وأما ابن إدريس فإنه صاح به مرتيْن هاهنا، وقبلها حفص، وخرجت رُقعة الخليفة إلى ابن إدريس من بيننا، عافانا اللَّه وإياك، سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل، ووصلناك فلم تقبل، فإذا جاء ابني المأمون فحدثه -إن شاء اللَّه تعالى-، فقال للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه، ثم قال لحفص: واللَّه لا كلمتك. فما كلمه حتى مات.

وعن ابن إدريس، قال: أتيت الأعمش فقال لي: واللَّه لا أحدثك شهرًا، فقلت له: واللَّه لا آتيك سنة؛ فلما أتيته بعد السنة قال: يا ابن إدريس؛ أحب أن تكون للعدني مرارة.

وقال ابن عمار: كنا عنده يحدثنا وسأله رجل، فلحن فيما سأله، فقال له ابن إدريس: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم: ٩٠]، ثم قال: واللَّه لا حدثتكم اليوم بحديث. وقال ابن خراش: عبد اللَّه بن إدريس ثقة.

وقال يحيى بن يوسف: سمعت ابن إدريس وأتاه رجل، فقال: يا أبا محمد، إن ناسًا يزعمون أن القرآن مخلوق. فقال: من اليهود هُم؛ قال: لا. قال: من النصارى؟ قال: لا. قال: من المجوس؟ قال: لا. قال: فممن؟ قال: من المسلمين. قال: معاذ اللَّه أن يكونوا هؤلاء مسلمين.

وقال أحمد بن صالح: ثقة ثبت، صاحب شنة، زاهد صالح، وكان عثمانيًّا، يُحرم النبيذ. وقال أبو يحيى الساجي: سمعت ابن المثنى يقول: ما رأيت بالكوفة رجلا أفضل من ابن إدريس.

وقال ابن أبي خيثمة في "تاريخه الكبير": سمعت أبي ينشد، قال: قال عبد اللَّه بن إدريس الأودي:

كل شراب مسكر كثيره ... من عنب أو غيره عصيره

فإنه مُحرمٌ يسيره ... وإنني من شربه نذيره

وقال الخليلي في "الإرشاد": ثقة متفق عليه، روى عن مالك وكان يرى رأيه. وفي كتاب الكلاباذي: قال محمد بن عبد اللَّه بن نمير: قال لي ابن إدريس: وُلدت سنة أربع عشرة ومائة.

وقال ابن خلفون لما ذكره في "الثقات": كان أحد العلماء الفضلاء، ثقة، قاله

<<  <  ج: ص:  >  >>