للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر أبو هلال العسكري في كتاب "الأوائل": أنه رأى أباه يختلف إلى أُمّه وهو صغير، فأخذ سيفًا وقال: إني لا يحسن بي أن تكون لي أم تُوطأ، ولئن عدت إليها لأخالطنك السيف، وذكر ابن ظفر أن عمر بن الخطاب مرَّ به وهو صبي يعلب مع الصبيان، ففرُّوا ووقف عبد اللَّه، فقال: ما لك لم تفزع مع أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين؛ لم أجرم فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك.

وكان أول ما عُلم من أمره، أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صبي، فمرَّ رجل فصاح عليهم ففرُّوا، ومشى ابن الزبير القهقرى، وقال: يا صبيان؛ اجعلوني أميركم وأشد بكم عليه.

وذكر أبو عبيدة معمر أنه كان ينحل ويقول: إنما بطني شبر في شبر، وذكر أشياء اللَّه أعلم بصحتها.

وقال بلال بن جرير يمدحه:

مدَّ الزبير أبوك إذ يبني العلا ... كَفَّيْك حتى طالت العيُّوقا

ولو أن عبد اللَّه فاضل من مشى ... فضل البرية عزَّة ومسوقا

قومٌ إذا ما كان يوم نفورةٍ ... جمع الزبير عليك والصّدّيقا

لو شئت ما فاتوك إذ حاربتهم ... ولكنت بالسبق المبر حقيقا

لكن أتيت مصليًّا برًّا بهم ... ولقد ترى ونرى لديك طريقا

وقال أبو نعيم: كان صوَّامًا قوامًا، بالحق قوالا، وللرحم وصالا، شديدًا على الفجرة، ذليلا على الأتقياء، له جمة طويلة مفروقة.

وكناه الحاكم: أبا بكر. قال: وقيل: أبو بكر بُعثت رأسه إلى خراسان فدُفنت بها، وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: بقباء.

وفي كتاب الزبير: سمَّاه النبي صلى اللَّه عليه وسلم: عبد اللَّه. وقال: سميته بجبريل عليه السلام، وأول شيء دخل بطنه ريق النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وكانت ولادته في شوال، وأذن أبو بكر في أُذنه بأمره صلى اللَّه عليه وسلم. وقال مصعب: سمعت أصحابنا يقولون: وُلد سنة الهجرة، وضعفه، قال: فلما أتى به النبي صلى اللَّه عليه وسلم


= البداية والنهاية ٨/ ٢٨٣، تجريد أسماء الصحابة ١/ ٣١١، الإصابة ٤/ ٨٩، الاستيعاب ٣/ ٩٠٥، طبقات ابن سعد ٩/ ١١٧، الوافي بالوفيات ١٧/ ١٧٢، الثقات ٣/ ٢١٢، أسماء الصحابة الرواة ت ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>