وقد ذكر سليمان بن سالم: حدثني داود بن يحيى، قال: حدثني عبد الرحيم صاحب ابن فروخ قال: كان ابن فروخ يقول قولا في الخروج على الأئمة، فلما خرج إلى الحج شيعناه، فلما كان عند قصر الماء التفت إلى جماعة الناس وقال: أشهدكم أني قد كنت قلت قولا في الخروج، إني تائب إلى اللَّه تعالى من ذلك، وكان ابن فروخ أراد الخروج على محمد بن مقاتل العتكي، وكان رجل سوء، وهو الذي ضرب البهلول بن راشد.
وقال أبو عثمان المعافري: أتيت مالك بن أنس بمسائل من عند ابن غانم، فقال لي مالك: ما قال فيها المصفر -يعني: البهلول بن راشد-، وما قال فيها الفارسي -يعني: ابن فروخ-.
وأروى الناس عن ابن فروخ معمر بن منصور، ومات ابن فروخ بمصر، ودفن بالمقطم سنة ستة وسبعين ومائة، قاله لي سعيد بن إسحاق.
وقال غيره: مات سنة ست وسبعين، وهو ابن ستين سنة، وكان يخضب بالحناء، وقد سمع منه يحيى بن سلام.
ولقد حدثني حبيب صاحب مظالم سحنون: أنه سمع سحنونًا يقول: ذهبت إلى أخي حبيب بن سعيد وكان يسمع من ابن فروخ، قال: فرأيته يمازح الطلبة فمجه قلبي.
وحدثني جبلة بن حمود، عن سحنون، عن أخيه حبيب، عن ابن فروخ بحديث واحد، وحدثني أحمد بن جعفر، عن أبيه قال: دعا ابن فروخ رجلا إلى طعام فأكل، وأتاه بنبيذ فشرب واحمر وجهه، ثم خرج ابن فروخ فأذن بالصلاة، فقال له الذي دعاه: ألم تحدثنا أن الحسنات تتناثر من وجه الرجل إذا احمر وجهه من شرب النبيذ؟ فقال له ابن فروخ: قد كنا أغنياء عن طعامك.
وفي الكتاب المعروف "بصحيح التاريخ": وفي هذه السنة -يعني: سنة ست وسبعين- مات ابن فروخ وهو ابن خمس وخمسين سنة بعد أن مات الليث بن سعد، فرجونا أن يكون لنا ابن فروخ خلفًا من الليث، فما لبث إلا يسيرًا حتى مات ودفناه في مقبرة القيروان.
وذكره العقيلي وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال أبو بكر المالكي في "طبقات أهل القيروان": كان فاضلا صالحًا، متواضعًا في نفسه، قليل الهيبة للملوك في حق يقوله، لا يخاف في اللَّه لومة لائم، مباينًا لأهل البدع