وفي "تاريخ دمشق" قال الليث: لما مات ابن لهيعة ما خلف بعده مثله. وقال ابن بكير: دفناه يوم الأحد لست ليال بقين من جمادى الآخرة وله ثمان وسبعون سنة.
وفي "فتوح مصر" لابن عبد الحكم: قال ابن خديج: دخلت على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور فقال لي: يا ابن خديج لقد توفي ببلدك رجل أصيبت به العامة، قلت: يا أمير المؤمنين؛ إذًا أبو خزيمة، فقال: نعم، فمن ترى أن نولي بعده، قلت: أبو معدان، قال: ذاك رجل أصم، قال: قلت: فابن لهيعة، قال: ابن لهيعة على ضعف فيه، فأمر بتوليته وأجرى عليه في كل شمهر ثلاثين دينارًا، وهو أول قاض بمصر أجرى عليه ذلك، وأول قاض بها استقضاه خليفة، وإنما كان ولاة البلد هم الذين يولون القضاة، فلم يزل قاضيًا حتى صرف سنة أربع وستين ومائة.
وفي "تاريخ المنتجالي" عن قتيبة قال: سمعمت ابن لهيعة يقول: كانت لي خريطة أضع فيها القراطيس والدواة والخبز وأدور على القبائل والمساجد أسأل رجلا رجلا ممن سمعت ومن لقيت.
وسأل يحيى بن معين: هل لقي ابن لهيعة الأعرج؟ فقال: نعم، فقيل له: هل روى عن الزهري شيئًا؟ قال: لا كانت له ولليث قصة، قال: وما هي؟ قال: حج الليث وابن لهيعة، وكان الزهري قد وصف لليث فلما أن لقياه عرفه الليث بالنعت ولم يعرفه ابن لهيعة، فانسل الليث من ابن لهيعة وأتى الزهري فسمع منه، فقال له ابن لهيعة: أين كنت يا أبا الحارث؟ قال: لقيت شيخًا من قريش وحاله حسنة فاشتغلت به عنك، وكذلك فعل ابن لهيعة بالليث في الأعرج، لما عرفه ابن لهيعة فظفر به وسمع منه ولم يظفر به الليث، فقيل لابن لهيعة: كيف ظفرت بالأعرج -يعني: بالإسكندرية- دون الليث؟ قال: كظفر الليث بالزهري.
وذكر ابن يونس رحمه اللَّه تعالى: قال ابن لهيعة: كنت إذا أتيت يزيد بن أبي حبيب، يقول لي: كأني بك قد قعدت على الوساد -يعني: وساد القضاء-.
وفي كتاب "الطبقات" للهيثم بن عدي: توفي زمن هارون -يعني: الرشيد-.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: يضعف حديثه وهو بالنسبة إلى جده أشهر.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ": له يوم مات إحدى وثمانون سنة.
وفي تكنية المزي له بأبي النضر، نظر؛ لأن ابن عساكر لما ذكرها من عند نوح بن حبيب: قال لم يتابع نوح على تكنيته أبا النضر.