وفي "تاريخ بغداد": نظر أبو حنيفة إلى المبارك أبي عبد اللَّه وإلى ابنه عبد اللَّه، فقال: أدت أمه إليك الأمانة، وكان أشبه الناس بعبد اللَّه.
وعن أبي أحمد بن أبي عبد اللَّه قال: سمعت محمد بن موسى الباشاني يقول: سمعت عبدان بن عثمان: ولد ابن المبارك سنة تسع عشرة سمعته منه، وعن ابن المبارك قال: ذاكرني عبد اللَّه بن إدريس السن، فقلت: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك، ولكن أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم، وسأل جماعة حماد بن زيد أن يحدثهم ابن المبارك فقال: حماد في ذلك، فقال: أحدثهم وأنت حاضر، فلما ألح عليه حدثهم عن حماد نفسه.
وقال للحسن بن عرفة، عنه: استعرت قلمًا بأرض الشام فذهبت على أن أرده إلى صاحبه، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.
وقال أسود بن سالم: كان عبد اللَّه إمامًا يقتدى به، وكان من أثبت الناس في السنة، وإذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد أئمة المسلمين ومن أعلام الدين.
وذكر ابن خلكان: أن أباه كان يعمل في بستان لمولاه وأقام فيه زمانًا، ثم إن مولاه جاء يومًا فطلب منه رمانًا حلوًا، فمضى المبارك وأحضر له حامضًا، فغضب سيده ثم طلب منه ثانيًا وثالثًا وهو يدخل كذلك، فقال له: ويلك أنت لك كذا وكذا من السنين ما تعرف الحلو من الحامض؟ قال: لا. قال: ولِمَ؟ قال: إنما يعرفه من يأكله، قال: وأنت لم تأكل منه؟ قال: لا. قال: ولِمَ؟ قال: لأنك لم تأذن لي فيه، فأعجب سيده وزوجه ابنته، فيقال: إن عبد اللَّه رزقه من تلك الابنة، نمت على عبد اللَّه بركة أبيه.
وفي كتاب الحسن بن محمد البكري: كان عبد اللَّه يلقب أمير المؤمنين في الحديث قال: وهو من حنظلة غطفان.
وذكر النقاش وغيره: أنه أخذ القراءة عن أبي عمرو بن العلاء.
وقال الخليلي في "الإرشاد": ابن المبارك المتفق عليه له من الكرامات ما لا يحصى.