وقال ابن شاهين في كتاب "الضعفاء": ليس بذاك.
وقال البرقي: ذكر الطبقة الأولى ممن نسب إلى الضعف في الرواية ممن يكتب حديثه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل.
وذكره أبو القاسم البلخي في كتاب "الضعفاء"، وقال ابن خراش: تكلم الناس فيه.
وفي رواية عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث ليس حديثه حجة.
وفي رواية عباس بن محمد: ضعيف في كل أمره، وقال ابن منده: حديث حمنة: "تَحِيضِي فِي عِلْمِ اللَّهِ سِتًّا أَوْ سَبْعًا"، لا يصح عندهم من وجه من الوجوه؛ لأنه من رواية ابن عقيل وقد أجمعوا على ترك حديثه. انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لما تقدم. وقال البيهقي: ابن عقيل مختلف في الاحتجاج به، وقال الخطابي: ليس بذاك.
وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يحدث على التوهم فيجيئ بالخبر على غير سننه فوجب مجانبة أخباره.
وذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه "تهذيب الآثار": عدة أحاديث من حديثه فقبلها وصححها، وقال في هذا الحديث -أعني حديث حمنة-: هو من أحسن الأحاديث المروية في هذا. وصححه أيضًا أبو محمد الأشبيلي.
وقال الخطابي: قد ترك بعض العلماء القول بهذا الحديث؛ لأن ابن عقيل راويه ليس بذاك.
وذكر ابن السمعاني، عن الأصمعي في كتابه "المذيل على تاريخ بغداد" قال: حججت مع المهدي فلما بلغنا واقصة استطاب المهدي موضعًا فقال: نطعم طعامنا هنا، فوضع المائدة فإذا نحن بأعرابي يؤمنا من البادية يقود أمه سوداء، فقال المهدي: سيفسد علينا هذا الأعرابي طعامنا، فلما دنا وسلم، قلت له: ادن وكل، قال: إني صائم، فقلت له: في مثل هذا اليوم مع ما ترى من حره وشدة وعكه؟ فقال لي: يا ابن أخي كانت الدنيا ولم أكن، وتكون لا أكون، وإنما لي منها أيام قلائل فلا أتركها تذهب تغابنا، ثم أنشأ يقول:
وما هذه الأيام إلا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود
فإنك لا تدري بأي بلدة تموت ... ولا ما يحدث الدهر في غد
يقول لا تبعد ومن يك فوقه ... ذراعًا من ترب الحفيرة يبعد
ثم بكى، وقال: أفيكم من يكتب؟ قلت: نعم، فأخرج صحيفة بيضاء فناولنيها وقال: