للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اكتب ولا تعد ما أملي عليك: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعتق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل أمته لؤلؤة السوداء خوفًا من اقتحام العقبة، ورجاء ثواب اللَّه تعالى، فهي حرة لوجه اللَّه لا سبيل لي عليها، ولا لأحد من بعدي إلا سبيل المنة والولاء لي وعليها واحدة، ونحن في الحق سواء، وأخذ الكتاب ومضى، فقال لي المهدي: أحسن واللَّه -الذي لا إله إلا هو- الشيخ، ونشدتك اللَّه إلا اشتريت لي ألف عبد وكتبت شرطهم مثل هذا الشرط، انتهى.

إن صح هذا الخبر فهو يعكر على من قال: توفي ابن عقيل قبل سنة خمس وأربعين ومائة؛ لأن المهدي توفي سنة ثمان وخمسين، اللهم إلا أن يكون ولي عهد حينئذ فلا خلف.

وذكر أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي في "معجمه": ثنا زكريا الساجي قال: ثنا الأصمعي، قال: حدثني أبي، قال: بينما نحن بمنهل من طريق مكة إذا نحن بأعرابي بيده جارية سوداء، فقال: أفيكم أحد يكتب، قلنا: نعم. قال: اكتب هذا ما أعتق هلال بن عامر الكلابي جاريته لؤلؤة لوجه اللَّه تعالى والجواز العقبة (ح) قال الأصمعي: فحدثت به يومًا شبيب بن شيبة فشخص إلى المهدي أمير المؤمنين فأمره أن يشتري ألف رأس ويعتقهم ويكتب لهم بمثل ذلك، فهذا يضعف ما ذكره السمعاني ويوهيه، واللَّه تعالى أعلم.

ومن ولده فيما ذكره ابن سعد: محمد، وهرم، وأم هاني، ومسلم، وعقيل، وقال عباد اللَّه بن مسلم: كان فقيهًا يروى عنه وكان أحول.

ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان رجلا صالحًا موصوفًا بالعبادة والفضل والصدق.

وذكر المزي روايته عن إبراهيم بن محمد بن طلحة القرشي الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال البخاري في كتاب "العلل الكبير" للترمذي: إبراهيم قديم ولا أدري سمع منه ابن عقيل أم لا.

وفي "تاريخ المنتجالي": قال عبد السلام وعلي بن جميل: سمعنا أبا المليح الرقي يقول: قدم علينا ابن عقيل فمرض، قال عبد السلام: فأنزلته عندي ومرضته فلما تماثل من علته وبرئ منها، قال: إن لك عندي يدًا لا بد أن أكافئك عليها، فقلت له: إني حر من فزارة، فقال لي: أنت أعلم، فلما خرج حرقت ما كتبت عنه.

وقال عبد اللَّه بن جعفر: ثنا أبو المليح، قال: قال لي أبو عقيل: أحب أن يكثر ابني

<<  <  ج: ص:  >  >>