مات سنة خمسين، وله ابن يسمى عبد العزيز، وله ابن يقال له: الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن جريج.
وقال البزار: لم يسمع عبد الملك ابن جريج من حبيب ابن أبي ثابت، إنما سمع من عمرو بن خالد وهو متروك عن حبيب.
وقال يحيى بن معين: سمع من حبيب حديثين، حديث أم سلمة: "مَا أَكْذَبَ الغُرَاب"، والثاني: حديث الراقي، وما روى عنه سوى هذين فبلغه عنه.
وقال محمد بن مثنى: سمعت محمد بن عبد اللَّه الأنصاري يقول: قال ابن جريج: لئن أكون سمعت من مجاهد فأقول: سمعت مجاهدًا أحب إلي من أهلي ومالي.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني، وسئل عن تدليس ابن جريج فقال: يتجنب تدليسه، فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح، مثل إبراهيم ابن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما، فأما ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات.
وفي "تاريخ المنتجيلي": عن أبي عاصم، عن ابن جريج قال: ما ردني من اليمن إلا بيتان أرسلت بهما أم البنين هما هيجاني على الرجوع إلى مكة، وهما:
باللَّه قُولي له في غير مَعْتَبةٍ ... ماذا أردتَ بطول المُكْثِ في اليَمَنِ
إن كنتَ صادفتَ دنيا أو لهوْتَ بها ... فما أَصبْتَ بتركِ الحجّ من ثَمَنِ
قال أبو عاصم: وكان ابن جريج من العباد، كان يصوم الدهر كله إلا ثلاثة أيام من الشهر لحديث ابن عباس، وكانت له امرأة يقال لها: أم خالد، وكانت عابدة.
قال أبو عاصم: قال غلام لابن جريج في حديث: سمعت هذا من عطاء؟ قال: فأخذ بأذنه، وقال: أأتهم على عطاء. لقد أقمت على عطاء إحدى وعشرين حجة يخرج أبواي إلى الطائف يترددان بها، وأقيم أنا على عطاء خوفًا أن يفجعني عطاء بنفسه.
وعن الشافعي قال: استمتع ابن جريج بسبعين امرأة، حتى إنه كان ليحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلبًا للجماع.
وعن عبد الرزاق: كان ابن جريج يخضب بالسواد ويتغلى بالغالية، وكان يصلي في مؤخر المسجد، فيأتي خادم له إليه بكانون فيه نار فيلقي عليه المبخر وهو قائم يصلي فيثور ذلك إليه، وكان من ملوك القراء.
قال: وخرجنا معه مرة إلى المسجد فلقيه سائل فأعطاه دينارًا، ثم التفت إلينا فقال: أنبا عمرو، أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال: (إذا أعطيتم فأغنوا).