فأدْلى وليدٌ عند ذاك بحجةٍ ... وكان وليدٌ ذا مِراءٍ وذا جَدَلْ
وكان لها دَلٌّ وعينٌ كحيلةٌ ... فأدْلَتْ بحُسنِ الدَّلِّ منها وبالكَحَلْ
فأفْتنَت القبطيَّ حتّى قضى لها ... بغيرِ قضاءِ اللَّه في مُحْكَم الطُّوَلْ
فلو أنّ من في القصرِ يعلمُ علْمَه ... لما اسْتَعملَ القبِطيَّ يومًا على عَمَلْ
له حين يقضي للنساء تَخَاوُصٌ ... وكان ومات فيه التخَاوص والحَوَلْ
إذا ذاتُ دَلٍّ كلمتهُ بحاجةٍ ... فهمَّ بأنْ يقضى تَنَحْنَح أو سَعَلْ
وبرّقَ عينيه ولاكَ لسانَهُ ... ويَرَى كل شيءٍ ما خلا شخصَها خَلَلْ
فلما بلغ ذلك عبد الملك، قال بعد ذلك لأصحابه: ما لهذيل أخزاه اللَّه تعالى، واللَّه لربما جاءتني النحنحة أو السعلة، فأردها مخافة ما قال.
وذكر أن مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي اللَّه عنه.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال: ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان وكان مدلسًا.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة، فقال: حليف بن عدي بن كعب من قريش. أنبا خلف بن تميم قال: سألت إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن مولد عبد الملك بن عمير، فقال: قد سألته عما سألتني، فأخبرني أنه ولد في ثلاث سنين بقيت من خلافة عثمان.
وقال ابن عيينة: هما كبراء أهل الكوفة يومئذ هذا ابن مائة وهذا ابن مائة -يعني: عبد الملك، وزياد بن علاقة.
أنبا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، ثنا أبو بكر بن عياش قال: قال لنا أبو إسحاق: سلوا عبد الملك بن عمير.
وقالوا: وولي عبد الملك القضاء بالكوفة قبل الشعبي، وتوفي بالكوفة في ذي الحجة سنة ست وثلاثين.
وقال حفص بن غياث: رأيت عبد الملك شيخًا كبيرًا يجلس على كرسي، ويدهن من قرنه إلى قدمه.
ولما ذكره خليفة في الطبقة الرابعة، قال: مات سنة ست وثلاثين، وقد جاز المائة بسنتين.
وفي كتاب "الجمهرة الوسطى" للكلبي: الرجل الذي أجهز على مسلم بن