ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال: ليس فيما يروي عن الثقات تخليط، إذا كان دونه ثقة، وقد روى عنه مالك بن أنس ويقول: حدثني عبد العزيز بن قرير، لم يحفظ اسمه، ولا اسم أبيه، وتوفي سنة خمس عشرة ومائتين.
ولما ذكر الكلبي جده عليًّا، قال: كان شريفًا، وقال محمد بن القاسم: إنما سمي أصمعيًّا لصمع أذنيه.
وفي "حلى العلى": سئل أبو عبيدة عن قول الشاعر:
وأضحت رسوم الدار قفرًا كأنها ... كتابًا قرأه الباهلي بن أصمعا
فقال: فقوله في جد الأصمعي: كان يقرأ الكتب على المنبر كما يقرأها الخراساني. قال التوزي: ما جرت، فأخبرت بذلك الأصمعي فتغير وجهه، وقال: هذا كتاب ورد من عثمان بن عفان على ابن عامر، فلم يوجد له من يقرأه إلا جدي.
قال: وقيل لأبي عبيدة: إن الأصمعي يقول: على فرس له، فذكر كلامًا، فقال أبو عبيدة: سبحان اللَّه إنه يتشبع بما لم يعط، واللَّه ما ملك أبو الأصمعي دابة قط إلا في ثوبه.
وقال الأزهري في "التهذيب": عن أبي محمد سلمة بن عاصم: كان الأصمعي أذكى من أبي عبيدة وأحفظ للغريب منه، وكان أبو عبيدة أكثر رواية منه، وكان الرشيد استخلص الأصمعي، وكان يرفعه على أبي يوسف القاضي، وكان علمه على لسانه.
وعن الرياشي: كان صدوقًا صاحب سنة، عَمَّر نيفًا وتسعين سنة، وله عقب، وأبو عبيدة كثير الرواية عنه وهو قرينه.
وقال له خلف الأحمر أستاذه: أنا وأنت مطبوعان على الشعر، وأبو عبيدة ليس له في الشعر طبع.