عتبة سنة ثمان وتسعين، يكنى: أبا عبد اللَّه. وكذا ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن المديني.
وذكر ابن أبي شيبة في "تاريخه"، وقاله عنه أيضًا القرَّاب: توفي سنة ثنتين ومائة، وكذا ذكره ابن أبي عاصم في "تاريخه"، وابن عبد البر، وابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين.
ولمَّا ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: من سادات التابعين مات سنة ثمان وتسعين، وقد قيل: أنه مات قبل علي بن حسين، وعلي مات سنة تسع وتسعين. وقال أبو بكر السمعاني: توفي سنة اثنتين وتسعين.
وقال المرزباني: يكنى أبا العباس، وقيل: أبو عبد اللَّه. وكان فقيهًا عالمًا، وهو أحد الفقهاء الستة الذين أخذ عنهم العلم بالمدينة، وهو أستاذ محمد بن شهاب في الفقه والعلم، وله يقول بعد أن انقطع عنه:
إذا شئت أن تلقى خليلا مصافحًا ... لقيت وإخوان الثقات قليل
ومن شعره:
وإني امرؤ من يصفني الود يلفني ... وإن نزحت داره به دائم الوصل
عزيز إخائي لا ينال مودَّتي ... من الناس إلا مسلم كامل العقل
وفي "تاريخ علي بن عبيد اللَّه التميميّ": مات عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة سنة ثنتين وتسعين، وزعم أنه في حجة الوداع قد كان راهق الاحتلام، يكنى أبا عبد اللَّه، انتهى كلامه.
وفيه نظر، من حيث إن أباه قد اختلف في صحبته، فلا يجوز في ابنه هذا القول اللهم إلا إن كان يريد أباه فله وجهة، واللَّه تعالى أعلم.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان عبيد اللَّه أحد الفقهاء العشرة، ثم السبعة الذين كانت الفتوى تدور عليهم بالمدينة، وكان عالمًا فاضلا، مقدمًا في الفقه، شاعرًا محسنًا. لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا هذا فيما علمت فقيه أشعر منه، ولا شاعر أفقه منه؛ ولا في الذين لا عمل لهم غير الشعر وصناعته من يكاد يتقدم عليه فيه.
وللزبير بن بكار في أشعاره كتاب. وعن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قدمت امرأة من هذيل، وكانت جميلة، فخطبها جماعة من أشراف أهل المدينة فأبت أن تتزوج، وكان معها قين لها فبلغ عبيد اللَّه امتناعها، فعرَّض للقوم فقال: