أحبُّك حبًّا لا يحبك مثله ... قريب ولا في العالمين بعيد
أحبُّك حبًّا لو شعرت ببعضه ... لجدت ولم يصعب عليك شديد
وحبك يا أم الصبي معذبي ... شهيدي أبو بكر فنعم شهيد
ويعلم وجدي قاسم بن محمد ... وعروة ما ألقى بكم وسعيد
ويعلم ما أخفي سليمان كله ... وخارجة يبدي بنا ويعيد
متَّى تسألي عمَّا أقول فتخبري ... فللحب عندي طارف وتليد
فقال سعيد بن المسيب: أما أنت واللَّه فلقد أمنت أن تسألنا، وما رجوت أن تسألنا أن نشهد لك بزور.
وله يتغزل بزوجته عثمة، وأظن أكثرها بعد طلاقه إياها:
غُرابٌ وَظَبيٌ أَعضَبُ القَرنِ نادِيًا ... بِصُرمٍ وَصُردانُ العَشِيِّ تَصيحُ
لعمري لئن شطت بعثمة دارها ... لقد كنت من وشك الفراق أليح
أروح بهم ثم أغدو بمثله ... ويحسب أني في الثياب صحيح
وفيها يقول:
كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتمُ ... ولامكَ أقوامٌ ولومُهُم ظُلمُ
تجنَّبتَ إتيانَ الحبيب تأثُّمًا ... ألا إن هجرانَ الحبيب هو الإثمُ
ونَمّ عليك الكاشحون وقبلهم ... عليكَ الهوى قد نمّ لو ينفع النمُّ
وزادكَ إغراءً بها طولُ هَجْرِهَا ... قديمًا وَأَبْلَى لحمَ أعظمكَ الهمّ
فأصبحتَ كالهنديّ إذ مات حسرةً ... على إثر هندٍ أو كمن سُقي السمُّ
فذُقْ هَجْرَها قد كنت تَحْسِب أنّهُ ... رشادٌ ألا يا زاعمًا كذِبَ الزّعْمُ
وفيها يقول:
تغلغل حب عثمة في فؤادي ... فباديه مع الخافي يسير
تغلغل حيث لم يبلغ شراب ... ولا حزن ولم يبلغ سرور
أكاد إذا ذكرت العهد منها ... أطير لو أن إنسانًا يطير
قال رجل له: أتقول مثل هذا؟ فقال: في اللدود راحة المفئود.
وهو القائل في قصة جرت بين عمر بن عبد العزيز وعروة بن الزبير:
وما الحق أن تهوى فتعسف في الذي ... هويت إذا ما كان ليس بأعدل