أبى اللَّه والأحساب أن يحمل القذى ... جفون عيون بالقذى لم تكحل
وقال أيضًا:
إذا كان لي سر فحدثته العدى ... وضاق به صدري فللناس أعذر
هو السر ما استودعته وكتمته ... وليس بسر حين يفشو ويظهر
وفي "تاريخ البخاري": قال عمر بن عبد العزيز: لو كان عبيد اللَّه حيًا ما صدرت إلا عن رأيه، ووددت أن لي مجلسًا أو نحوه من عبيد اللَّه بكذا، وقيل للزهري: أكان عبيد اللَّه يقول الشعر؟ قال: وهل يستطيع الذي به الصدر إلا أن يشعر، وما كان عبد اللَّه بن مسعود بأقدم صحبة من أخيه عتبة، ولكن مات عتبة قبله.
وفي كتاب المنتجالي: قال عطاء بن السائب: قدمت المدينة، فقلت: أي أهلها أعلم؟ فكلهم أمرني بعبيد اللَّه، وكان عبيد اللَّه ضرير البصر. وقيل: كان أعمى. رجلا صالحًا جامعًا للعلم ثقَّة. وكان ابن شهاب، ومعاوية بن عبد اللَّه بن جعفر، وصالح بن كيسان يختلفون إلى عبيد اللَّه بن عبد اللَّه؛ فغضب عليهم فجمعهم في بيت واحد، فقال:
وليس من إخوان البقايا ابن مسلم ... ولا صالح ولا الطويل معاويه
وعن أبي الزناد قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يأتي عبيد اللَّه يسأله عن علم ابن عباس، وهو أمير، فربما أذن له وربما حجبه.
وعن ابن شهاب قال: كنت أخدم عبيد اللَّه حتى إن كنت لأستقي له الماء المالح، وإن كان ليسأل جاريته من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش.
وقال علي بن زيد: تمنى عمر بن عبد العزيز مجلسًا من عبيد اللَّه بدية، وقال: لما أصبت منه من العلم أكثر مما أصبت من جميع الناس.
ولما ذكر ابن المديني في كتابه "العلل" أصحاب زيد بن ثابت الاثنى عشر الذين يذهبون مذهبه، ويفتون بفتواه ذكر فيهم عبيد اللَّه، ثم قال: ولم يصح لهم منه سماع ولا رواية.
وقال العجلي: كان أحد علماء المدينة، وفقهائها في زمانه ثقة، رجل صالح جامع للعلم، وهو معلم عمر بن عبد العزيز.