وفي كتاب ابن سعد: قالوا: وكان كثير الحديث والعلم، بحرًا من البحور، وليس ممن يحتج بحديثه ويتكلم الناس فيه.
وفي كتاب المنتجالي: مكي تابعي ثقة.
وذكره أبو محمد بن حزم في الطبقة الأولى من قراء أهل مكة.
وذكره أبو بكر المالكي في كتابه "طبقات القيروانيين"، فقال: كان كثير الرواية عن مولاه. وقيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة، وقال قتادة: هو أعلم الناس بالتفسير.
وقال أبو عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني في "صحيحه": أما حال عكرمة في نفسه فقد عدله أئمة من نبلاء التابعين ومن بعدهم وحدثوا عنه، واحتجوا بمفاريده في الصفات والسنن والأحكام. وروى عنه زهاء ثلاثمائة رجل من أئمة البلدان، منهم زيادة على سبعين رجلا من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد لكبير أحد من التابعين إلا له، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسكوا عن الرواية عنه، ولم يستغنوا عن حديثه، كمثل يحيى بن سعيد، ومالك بن أنس وأمثالهما، وكان يتلقى حديثه بالقبول ويحتج به قرنًا بعد قرن، وإمامًا بعد إمام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح، وميزوا ثابته من سقيمه وخطأه من صوابه، وجرحوا رواته: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، فأجمعوا على إخراج حديثه واحتجوا به، على أن مسلمًا كان أسوأهم رأيًا فيه، فأخرج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح، وعدله بعد ما جرحه.
وقال أبو عبد اللَّه محمد بن نصر المروزي: قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديثه، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا، منهم أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وأبو ثور، ويحيى بن معين.
ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال لي: عكرمة عندنا إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه. قال: وحدثنا غير واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين، وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بحديث عكرمة، فأظهر التعجب.
وقال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: روى عن عكرمة مائة وثلاثون -أو قال: قريب من مائة وثلاثين- رجلا من وجوه البلدان، من مكي ومدني وكوفي وبصري وسائر البلدان، كلهم روى عنه، رضي به.