للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويذكر الإمام أبو العرب القيرواني: أن سبب نسبة عكرمة إلى الصفرية أنه لما دخل القيروان قيل له: إن ملوك بني أمية يطلبون منهم جلود الخرفان التي لم تولد العسلية؛ ليتخذونها فراء للباسهم ثم ذبحوا مائة نعجة فلا يوجد في بطنها سخل عسلي، فقال عكرمة: هذا كفر فحمله الناس منه على أنه يكفر بالكبائر، كما تراه الخوارج. قال: وإنما أراد عكرمة استبشاع هذا أو إنكاره، لا أنه الكفر الحقيقي، واللَّه تعالى أعلم.

وفي كتاب الدوري: عن يحيى: قال عكرمة: قال لي ابن عباس: لتأبقن ولتغرقن، قال عكرمة: فأبقت وغرقت، فأخرجت.

وثنا يحيى، ثنا محمد بن فضيل، ثنا عثمان بن حكيم قال: جاء عكرمة إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس، فقال: يا أبا أمامة، أنشدك اللَّه، أسمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم به عكرمة فصدقوه، فإنه لم يكذب علي؟ قال: نعم.

وفي قول المزي عن الهيثم بن عدي: مات سنة ست ومائة، نظر؛ لأن الذي في كتاب "الطبقات" نسختي -وهي من الأصول الجياد-: خمس.

وفي قوله أيضًا: وقيل عن يحيى بن معين: مات سنة خمس عشرة، وذلك وهم، نظر؛ لأن أحمد بن أبي خيثمة ذكره عن شيخه يحيى في "تاريخه"، وقاله عن يحيى أيضًا غير واحد، فلا يقال فيه: وقيل. ولا يدرى من الواهم، أهو الناقل أم المتقاول؟ وفي سنة خمس ومائة ذكره زيادة على قول المزي، التي عدد فيها جماعة: ابن نمير، وعمرو بن علي الفلاس، والقراب، وابن حبان كما قدمناه، وصاحب "التعريف بصحيح التاريخ"، والكلاباذي، والمنتجالي، وابن قتيبة، وابن قانع وغير واحد.

وقد اختلف قول أبي حاتم الرازي في سماع عكرمة من عائشة، فحكى عنه الكناني في كتاب "التاريخ": قال عبد العزيز: قلت لأبي حاتم: عكرمة عن عائشة هو مسند؟ قال: نعم.

وفي كتاب "الجرح والتعديل": قال أبو محمد: قيل لأبي: سمع عكرمة من عائشة؟ قال: نعم.

وقال في كتاب "المراسيل": وسمعت أبي يقول: لم يسمع عكرمة من عائشة.

وقيل لابن معين: سمع من عائشة؟ قال: لا أدري.

وإلى الأول نحا البخاري وأبو داود وغيرهما.

وقال أبو زرعة الرازي: عكرمة عن أبي بكر الصديق مرسل، وعن علي بن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>