وأنشد له أبو حامد في كتاب "منهاج العابدين":
إني لأخفي من علمي جواهره ... كي لا ترى الجق ذو جهل فيفتتنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به ... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
لاستحلَّ رجال مسلمون دمي ... يرون أقبح ما يأتونه حسنا
وعنه قال: مات أبي في أول السنة.
وقال الواقدي: كان علي مع أبيه وهو ابن ثلاث أو أربع وعشرين، وليس قول من قال: إنه كان صغيرًا لم ينبت بشيء، وكيف كذلك، وقد ولد له أبو جعفر، ولقي أبو جعفر جابرًا وروى عنه، وإنما جابر سنة ثمان وسبعين.
وفي كتاب ابن خلفون: سفيان، عن الزهري، حدثني علي بن حسين، وما رأيت هاشميًّا أعبد منه، صلى حتى انخرم أنفه.
وقال ابن حبان: كان يقال بالمدينة: إن عليًّا سيد العابدين في ذلك الزمان، وكان من أفاضل بني هاشم، ومن فقهاء المدينة وعبادهم: توفي سنة اثنتين وتسعين، وقيل: أربع.
وفي "الكامل" للثمالي: كان يقال له: ابن الخيرين، لقوله صلى اللَّه عليه وسلم: "للَّه من عباده خيرتان؛ فخيرته من العرب: قريش، ومن العجم: فارس".
ولما سأل سعيد بن المسيب رجل عنه، فقال: من هذا يا عم؟ قال: هذا الذي لا يسع مسلمًا أن يجهله.
وذكر المزي عن عمرو بن علي: أنه مات سنة أربع وتسعين، وذكر سنة مائة من عند غيره وأغفل منه إن كان رآه مات سنة مائة، ويقال: سنة أربع وتسعين. كذا هو في كتابه، وكذا أيضًا نقله عنه المنتجيلي، وزاد في "تاريخه": رأى علي بن حسين كأن كتب بين عينيه {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٢ - ٣] قال: فأرسل مولى له إلى ابن المسيب يسأله عن ذلك؟ فقال سعيد: قل له يوصي، فرجع المولى إليه فقال: أرسلتني إلى إنسان مجنون، قال: أنت واللَّه المجنون، فما قال لك؟ فقال له ذلك، قال: فدعا بكتاب فكتب وصيته، فما فرغ حتى وقع ميتًا.
وعن يحيى بن سعيد أنه قال: فقهاء المدينة تسعة، فذكره فيهم. وقال علي بن المديني: منهم ثلاثة معروفون أتقياء: أبو بكر، وعلي بن حسين، وخارجة.
وفي "رجال علي بن حسين" تصنيف مسلم بن الحجاج: روى عن