للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المنتسبة إلى الأخيار، يسومهم الخسف، ويقودهم بالعسف، ويحكم فيهم بغير السنة، ويطردهم بطغام من أهل الشام ورعاع، لا رويَّة له في إقامة حق ولا إزاحة باطل، ثم ظننت أن ذلك فيما بينك وبين اللَّه يُنجيك، وفيما بينك وبين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يخلصك، لا واللَّه فابق على نفسك أو دع.

فاستوى عبد الملك جالسًا -وكان متكئًا- وقال: كذبت لعمر اللَّه؛ رمت ولؤمت فيما جئت به، قد ظن بك الحجاج ما لم يجده فيك، وربما ظن الخير بغير أهله، قم فأنت الكاذب المائن الحاسد. قال: فقمت واللَّه ما أبصر طريقًا، فلما خلفت الستر لحقني لاحق من قِبَله، فقال للحاجب: احبس هذا وأدخل الحجاج، فلبثت مليًّا لا أشك أنهما في أمري، ثم خرج الإذن فقال: قم يا ابن طلحة فادخل، فلما كشف الستر لقيني الحجاج، فاعتنقني وقَبَّلَ ما بين عيْني، ثم قال: جزاك اللَّه عني أفضل الجزاء، واللَّه لئن سلمت لك لأرفعن ناظرك، ولأعلين كعبك، ولأبيعن الرجال غبار قدميك، قال: فقلت في نفسي: يهزأ بي، فلما وصلت إلى عبد الملك أدناني، ثم قال: يا ابن طلحة؛ لعل أحدًا من الناس أشركك في نصيحتك؟ قال: قلت: لا واللَّه، ولا أعلم أحدًا كان أظهر عندي معروفًا ولا أوضح يدًا من الحجاج، ولو كنت محابيًا أحدًا بدين لكان هو، ولكني واللَّه آثرت اللَّه ورسوله والمسلمين، قال: قد علمت، ولو أردت الدنيا لكان لك في الحجاج أمل، وقد أزلته عن الحرمين لقولك، وأعلمته أنك استنزلتني له عنهما استصغارًا لهما ووليته العراقين، وأعلمته أنك استدعيت مني ذلك استزادة له، فاخرج معه فإنك غير ذام صحبته.

وفي كتاب "الطبقات": كان إبراهيم رجلا نسيكًا، فإذا حزبه أمر جاد له، وكان عريف بني تميم ورأسها.

وقال إبراهيم بن هشام والي المدينة: لا يزال في قريش عز ما بقي هذا، فإذا مات هذا ذُلت قريش. وقال هشام بن عبد الملك فيه نحو هذا أيضًا.

ومات بمِنَى أول ليلة جَمْع، فدُفن أسفل العقبة وهو محرم مكشوف الوجه والرأس. وضعف هذا القول البلاذري في كتاب "الأنساب الكبير".

وفي قول المزي عن علي ابن المديني: مات سنة عشر. نظر؛ لأن المعروف عن علي أنه قال: توفي سنة عشرين. حتى إن ابن عساكر لما حكاه قال: هذا وَهْمٌ، والصواب قول شباب ومن تابعه: سنة عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>