للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجوزي: هذا قول لا خلاف فيه- قال: أسلم ولابنه عبد اللَّه يومئذٍ ست سنين. وعن ابن شهاب: أول مَنْ قال لعمر: (الفاروق) أهل الكتاب، وعن أيوب بن موسى، وعائشة: "قاله رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (١) ".

"وآخى رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم بينه وبين عتبان بن مالك -وقيل: معاذ بن عفراء-، وبعثه أميرًا على سرية في ثلاثين رجلا في شعبان سنة سبع إلى عجز هوازن، وأعطاه اللواء يوم خيبر، وكان يتجر وهو خليفة".

وأرَّخ التاريخ في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة، وهو أول مَنْ جمع القرآن العظيم في مصحف، وأول مَنْ ضرب في الخمر ثمانين، ومَصَّر الأمصار: المدينة، والبصرة، والكوفة، والبحرين، ومصر، والشام، والجزيرة، وأول من أَلْقَى الحصى في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ودَوَّن الديوان في المحرم سنة عشرين، وكان ينفق كل يوم على نفسه وعياله درهمين، وكان يَصوم الدهر، وكان أعسر يسر، وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: لما كانت آخر حجة حَجَّها عمر رضي اللَّه عنه بأمهات المؤمنين سمعنا برجل يرفع عقيرته يقول: [الطويل]

عَلَيكَ سَلامٌ مِن إمام وَبارَكَت ... يَدُ اللَّهِ في ذاكَ الأديمِ المُمَزَّفِ

فَمَن يسع أَو يَركَب جناحي نعامة ... لِيُدرِكَ ما قَدَّمتَ بِالأمسِ يُسبَقُ

قَضَيتَ أمورًا ثُمَّ غادَرتَ بَعدَها ... بوائق في أَكمامِها لَم تُفَتَّقِ

وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ وَفاتُهُ ... بِكَفَّي سَبَنتى أَزرَقِ العَينِ مُطرِقِ

أبعد قَتيلٍ بِالمَدينَةِ أَظلَمَت ... لَهُ الأرضُ تَهتَزُّ العَضاهُ بِأَسُوقِ

فكُنَّا نتحدث أنه من الجن.

وفي تصحيح المزي تبعًا لصاحب "الكمال" أَنَّ سن عمر كان ثلاثًا وستين سنة نظر؛ لما ذكره ابن سعد: ثنا محمد بن عمر، ثنا هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم أنه قال: تُوفي عمر وهو ابن ستين سنة.

قال ابن عمر: وهذا أثبت الأقاويل عندنا. وقول ابن إسحاق: مات وله ثلاث وستون، لا يُعرف هذا الحديث عندنا بالمدينة.

وفي كتاب "الطبقات" لإبراهيم بن أحمد الخزامي: كان أبيض أَمْهَق طويلا


(١) أخرجه ابن سعد ٣/ ٢٧٠. وأخرجه أيضًا: ابن عساكر من طريق ابن سعد ٤٤/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>