وفي "ربيع الأبرار": مرت عجوز بعمر بن الخطاب تبيع لبنًا فقال: يا عجوز؛ ألم أعهد إليك أَلا تغشي المسلمين؟ فقالت: فواللَّه ما فعلت، فقالت بنت لها من جانبها: غِشًّا وكَذبًا جمعت على نفسك؛ فقال عمر لولده: أيكم يتزوج هذه لعل اللَّه أن يُخرج منها قسمة طيبة؟ فقال عاصم: أنا، فولدت له أم عاصم فتزوجها عبد العزيز فولدت له عُمر.
وذكر المزي أن ابن سعد قال: كان ثِقة مأمونًا وليس جيدًا؛ لأن ابن سعد إنما نقله نقلا ولفظه قالوا: وكان عمر بن عبد العزيز فذكره وهذا وأمثاله إنما شاححت المزي فيه لما استلزمه هو، فإن صاحب الكمال لما ذكر في ترجمته عبد اللَّه بن عمر بن علقمة، عن أبي حاتم، عن يحيى بن معين: ثِقة رد ذلك عليه، وقال: هذا خطأ إنما قاله أبو حاتم، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى وشاححه أيضًا في أضيق من هذا مِمَّا يُمكن أَنْ يكون سقط من الكتابة مثل ما ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن العلاء بن زَبْر قال: روى عن سليم مَوْلَى المطلب قال المزي: هذا خطأ، والصواب: مَوْلَى بني المطلب. وفي "تاريخ دمشق": تُوفي لست بقين من رجب.
وذكر المزي أن الفلاس قال: تُوفي يوم الجمعة لعشر بقين من رجب وفي ذلك نظر؛ لأنَّ الذي في "كتاب عمرو بن علي": يوم الجمعة لخمس بقين من رجب، وكذا ذكره أيضًا عنه أبو الوليد الباجي في كتابه "التعديل والتجريح" وغيره.
وفي قوله أيضًا: وقال الهيثم بن عدي: مات سنة اثنتين ومائة نظر؛ لأن الذي في "الطبقات" التي قرأها الحاكم أبو أحمد وغيره من الْحُفَّاظ: أمه أم عاصم، استخلف يوم الجمعة لعشر ليالٍ من صفر سنة تسع وتسعين، ومات رضي اللَّه عنه بدير سمعان لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين سنة وقال في "تاريخه الكبير" الذي على السنين: وفي سنة إحدى ومائة تُوفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان ليلة السبت لسبع بقين من رجب مرجعه من دابق فكانت مُدته سنتين وخمسة أشهر وثلاث ليالٍ وهو ابن سبع وثلاثين سنة ونصف سنة.
وقال القراب في "تاريخه": أنبا زاهر بن أحمد، أنبا محمد بن الليث الوراق، ثنا محمد بن عبد الكريم العبدي، ثنا الهيثم بن عدي قال: ثُمَّ استخلف أبو حفص عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة لعشر ليالٍ خلون من ربيع الأول سنة تسع وتسعين، ومات لخمس ليالٍ بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو ابن سبع وثلاثين سنة؛ فكانت خلافته سنتين