أنت مَرَّة تُخطئ ومَرَّة لا تصيب، فقال مالك: كذلك الناس، فلما علم بعد، قال: لو علمت أَنَّ حميدًا الأعرج أخو هذا ما حملت عنه شيئًا.
وكان مصعب بن عبد اللَّه يقول: كان يُحدث بالمدينة يقول: أَنزل اللَّه بك ما أنزل بسندل، كان يرى لقرشي فتحول مولى لبني فزارة، وذلك أنه كان مولى أم هاشم بنت منظور امرأة عبد اللَّه بن الزبير، فمات ولدها من عبد اللَّه، فرجع ولاؤه إلى بني فزارة، وقال مصعب: وأقبل ياسين الزيات على عمر بن قيس فقيل له: يا أبا حفص؛ هدا ياسين الزيات، فقال سندل: إن كان (يس) فأنا (كهيعص)، فإنها أطول حروفًا.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدًّا يحدث عن عطاء بن أبي رباح بأحاديث بواطيل لا تُحفظ عنه وكان عطاء يستثقله، وقال أحمد بن حنبل: كان صاحب مزاح كان يقول: قاضيكم يا أهل العراق يُجيز شهادة الهر، يقول إذا قرَّت واستقرت عنده، قال أحمد: حَجَّ هارون ومالك أيضًا فدعا هارون مالكًا وعمر بن قيس فسألهما عن شيء من أمر الحج فاختلفا فتناظرا وجعلا يحتجان، فقال عمر لمالك: أنت أحيانًا تُخطئ وأحيانًا لا تُصيب؛ فقال: كذلك الناس، فلما خرج مالك أَتَى علي بن قتيل، فأخبره بما قال عمر فغضب وقال: ذاك الكذَّاب، ولما بلغ عمر قول مالك: أنا من ذي أصبح قال: أنا من ذي أمسى.
وقال أبو داود الطيالسي: سمعت عمر بن قيس يُفتي أَنَّ الدرهم بالدرهم لا بأس به قال: فقلت له: إِنَّ أبا الجوزاء حدَّث عن ابن عباس أنه رجع عن هذا فأقبل عليَّ وقال: أحدثك عن عطاء وتُحَدثني عن أبي الجوزاء وأبي البستان.
وعن الأصمعي قال: قال سندل لمالك: ما أعجب أهل العراق تحدثهم عن الطيبين أولاد الطيبين، عن سالم بن عبد اللَّه، وعروة، والقاسم، وابن المسيب وخارجة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه ويجيئوننا بالشعبي، والنخعي، وأبي الجوزاء أسماء المقاتلين المهارشين، ولو كان الشعبي عندنا لشعب لنا القدر، ولو كان النخعي عندنا لنخع لنا الشاة، ولو كان عندنا أبو الجوزاء لأكلناه بالتمر.
وفي "تاريخ البخاري": قال ابن معين: هو مَوْلَى منظور بن سيار الفزاري، قال -يعني: أبا عبد اللَّه-: والمعروف أنه مَوْلَى بني أسد بن عبد العزى. وفي "ألقاب الشيرازي": لما قال له مالك: كذلك الناس، قال: لا ولكنك وحدك، قال: فهم مالك بترك حديث حميد بن قيس من أجل ذلك. وذكر ابن عدي عن أحمد بن حنبل: قال