وهو ضعيف، من قبيل أنه مُرْسل، وجد شعيب كتب عبد اللَّه بن عمرو فكان يرويها عن جده إرسالا وهي صحاح عن عبد اللَّه بن عمرو غير أنه لم يسمعها.
حدَّثنا ابن مثنى، ثنا حَمَّاد بن سلمة، عن حميد قال: الناس يتهمون عمرًا في حديث رواه عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب "أَنَّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قضى في موالي امرأة لعصبتها (١) ".
قال الساجي: ما روى عنه أيوب وابن جريج وحسين المعلم فصحيح، وإذا روى عنه المثنى بن الصباح والحجاج بن أرطاة وابن لهيعة ففيه ضعف.
ويقال: إن ابن لهيعة لم يسمع منه إلا حديث القدر. وَمَاتَ بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وقد روى مالك في الموطأ عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في "العُربان" فقال فيه: بلغني عن عمرو. ويُقال: أخذه مالك عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عمرو. وقال يحيى: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده لا حُجَّة فيه، وليس هو بمتصل، وهو ضعيف من قبيل أنه المرسل، وجد شعيب كتب عبد اللَّه فرواها إرسالا وهي صِحاح عن عبد اللَّه غير أنه لم يسمعها.
ولما ذكر الدارقطني كلام ابن حبان: لم يصحح سماع شعيب من جده عبد اللَّه قال: هذا خطأ قد روى عبيد اللَّه العمري -وهو من الأئمة- عن عمرو بن شعيب عن أبيه، قال: كنت عند عبد اللَّه بن عمرو فجاء رَجُلٌ فَاسْتَفْتَاهُ فِي مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ لي: يَا شُعَيْبُ؛ امْضِ مَعَهُ إلَى عبد اللَّه بن عباس، فَقَدْ صَحَّ بِهَذَا سَمَاعُ شُعَيْبِ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّه.
وقد أثبت سماعه منه أحمد بن حنبل وغيره. وقال أيوب بن أَبي تميمة: كنت إذا أتيته غَطَّيت رأسي حياءً من الناس.
وقال أبو الفتح الأزدي - فيما ذكره ابن الجوزي: سمعت عِدَّة من أهل العلم يذكرون أنَّ عمرو بن شعيب فيما رواه عن سعيد بن المسيب وغيره فهو صدوق، وما رواه عن أبيه، عن جدِّه يجب التوقف فيه.
وخرج ابن خزيمة حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم وابن حِبَّان، والدارمي، وابن الجارود. وقال أبو داود السجستاني وأحمد بن حنبل: مالك يروي عن رجل عنه.
ومن خط الصريفيني قال حمدان الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب
(١) أخرجه عبد الرزاق ٩/ ٣٩٨، رقم ١٧٧٦٦، والبيهقي ٨/ ١٠٧، رقم ١٦١٥٤.