وفي "كتاب الترمذي": أبو إسحاق عن صلة حديث: "مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ. . ". جاء في بعض الروايات: أبو إسحاق، حدثت عن صلة بن زفر، وعن شريك، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ولدت في سنتين من إمارة عثمان رضي اللَّه عنه.
قال البغوي: وثنا أحمد بن زهير، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا الأسود بن عامر قال: سمعت شريكًا، قال: ولد أبو إسحاق في سلطان عثمان، أحسب شريكًا قال: لثلاث سنين بقين.
وعن أبي بكر ابن عياش، عن أبي إسحاق قال: غزوت في زمن زياد ست غزوات أو سبع غزوات، وما رأيت خيرًا قَطُّ من زمن زياد، فقال له رجل: ولا زمن عمر بن عبد العزيز؟ فقال: ما كان زمن زياد إلا عرسًا.
قال أبو بكر: قال لي أبو إسحاق: سألني معاوية بن أبي سفيان: كم كان عطاء أبيك؟ قلت: ثلاث مائة، قال: ففرض لي ثلاث مائة.
وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء وأبيه، قال أبو بكر: فأدركت أبا إسحاق وقد بلغ عطاؤه ألف درهم من الزيادة، وعن شُعبة: كان أبو البختري أكبر من أبي إسحاق. وقال عون بن عبد اللَّه لأبي إسحاق ة ما بقي منك؟ قال: أصلي بالبقرة في ركعة.
فقال: ذهب شرك وبقي خيرك، وعن سفيان قال: قلت له: كيف أنت يا أبا إسحاق؟ قال: مثل الذي أصابه الفالج، ما تنفعني يد ولا رجل، فقلت: سمعت من الحارث؟ فقال لي ابنه يوسف: هو قد رأى عليًّا كيف لم يسمع من الحارث؟ ! واجتمع الشعبي وأبو إسحاق؛ فقال له الشعبي: أنت خير مِنِّي يا أبا إسحاق، فقال: لا واللَّه، بل أنت خير مني وأسن، وعن أبي بكر قال: سمعته يقول: ما أقلت عيني غمضًا منذ أربعين سنة. وعن الأعمش قال: كان أصحاب عبد اللَّه إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القارئ، هذا عمرو الذي لا يلتفت.
وعن يونس قال: كان أبي يقرأ في كل ليلة ألف آية، يقرأ سبعه ويقرأ (الصافات) و (الواقعة)، وما قصر من الآي؛ حَتَّى يستكمل ألف آية، وعن أبي الأحوص: قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب؛ اغتنموا -يعني: شبابكم وقوتكم- قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ (بالبقرة) في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم،