للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لرأى فيه-: حدَّثني محمد بن عمر المقدمي، عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري قال: كان عمرو بن عبيد إذا سئل عن شيء قال: هذا من قولي الحسن، فيوهمهم أنه الحسن بن أبي الحسن وإنما هو قوله.

ثنا سعيد بن عبد الرحمن، ثنا عمرو بن علي، ثنا سلم بن قتيبة قال: كنت عند عمرو بن عبيد فأتاه رجل، فقال: ما تقول فيمَن قتل أو غرق أبقضاء هو؟

فقال عمرو: تريد أن أخبرك بقول الحسن أو بقول حسنٍ؟ فقال الرجل: أريد قول الحسن، فقال عمرو: قولٌ حسن خير لك من قول الحسن، فقال الرجل: لا أريد إلا قول الحسن، فقال عمرو: سمعت الحسن يقول: إن اللَّه تعالى إذا كتب على قوم القتل فلن لموتوا إلا بالقتل.

وثنا بندار، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن: (لا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ)، فقال أيوب: كَذَبَ، أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: (يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ).

وثنا بندار، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد: قيل لأيوب: إن عمرًا روى عن الحسن أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ"، فقال أيوب: كذب عمرو.

وروى مسلم: عن حماد، عن أيوب قال: ما زلنا نستخف بعمرو، وفي رواية: كان أيوب يقول: ما فعل المقيت؟ ما عددت عمرو بن عبيد عاقلا قَطُّ.

قال الساجي: وقد كان عمرو يُجالس الحسن قديمًا ويذهب إلى مذهبه؛ حتى أزاله عن ذلك واصل بن عطاء الغزال فمال به إلى البدعة، وقال إسماعيل بن إبراهيم: أول مَنْ تكلم في الاعتزال واصل، ودخل معه في ذلك عمرو فأعجب به وزوَّجه أخته.

وقال: زوجتك برجل ما يصلح أن يكون إلا خليفة، وعن اليسع قال: تكلم واصل يومًا، فقال عمرو: ألا تسمعوا، ما كلام الحسن وابن سيرين عندما تسمعون إلا خرق الحيض المطروحة.

قال الساجي: كان الحسن، وأيوب، وابن عون، وسليمان التيمي، ويونس بن عبيد يذمون عمرًا وينهون الناس عنه، وكانوا أعلم الناس به. حدَّث عنه الثوري، وسلام بن أبي مطيع فقالا: ثنا المكتوم عمرو بن عبيد. ولما حدَّث عنه ابن جريج قال له رجل من بني جمح: أُناشدك أن تروي عن مثل عمرو بن عبيد، قال: فقال له: اسكت، واللَّه لقد

<<  <  ج: ص:  >  >>