وقال الساجي: عن يحيى بن سعيد: رأيته يصلي في مسجده خلاف صلاته في منزله، نسبه إلى الرياء، وقال ابن عون: قلت لأيوب: أكان يُرائي؟ قال: كان أرق دينًا من أن يُرائي. قال أبو يحيى: وإنما رأى هؤلاء سمته فظنوا به خيرًا، وأهل بلده أعلم به منهم، وله مثالب يطول ذكرها، وقد كنت أمليت بعضها على الناس، وحديثه لا يُشبه رواية أهل التثبت.
ثنا عبد اللَّه بن خراش، ثنا صالح، عن علي قال: سمعت يحيى يقول: لم يسمع عمرو بن عبيد من أبي قلابة شيئًا، قال عبد اللَّه بن أحمد: كان أبي يحدث عن عمرو بن عبيد وربما قال: عن رجل لا يسميه، ثم تركه فكان لا يحدث عنه.
وقيل لابن المبارك: لِمَ رويت عن سعيد وهشام الدستوائي وتركت عمرو بن عبيد ورأيهم واحد؟ فقال: كان عمرو يدعو إلى رأيه ويُظهر الدعوة، وكان هذان ساكتين. انتهى كلام الساجي. وفي كتاب "السنن" للالكائي: ثنا أحمد بن محمد بن عمران، ثنا محمد بن يحيى، ثنا حسين بن يحيى قال: سمعت الفضل بن مروان يقول: كان المعتصم يختلف إلى علي بن عاصم المحدث، وكنت أمضي معه إليه، فقال علي يومًا: ثنا عمرو بن عبيد وكان قدريًّا.
فقال المعتصم: مما يروى "إنَّ الْقَدَرِيَّة مَجُوس هَذِهِ الأمَّةِ (١) "، قال: نعم، قال: فلِمَ تروي عنه؟ قال: لأنه ثقة في الحديث صَدوق، قال المعتصم: فإذا كان المجوسي ثقة فيما يقول أتروي عنه؟ فقال له علي: أنت شغاب يا أبا إسحاق؟
وقال ابن حبان: كان من أهل الورع والعبادة إلى أن أحدث ما أحدثه فاعتزل مجلس الحسن وجماعة معه فسموا المعتزلة، وكان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث توهمًا لا تعمدًا. وقال الدارقطني: ضعيف. وفي "الضعفاء" النسائي: متروك الحديث.
وفي "كتاب الفلاس": عن عوف أنه قال: كذب -واللَّه- عمرو، ولا يقبل منه ولا يؤخذ عنه. قال ابن المديني: فقلت: هو ليس بشيء ولا يكتب حديثه؟ فأومأ برأسه أي: نعم. قال ابن المديني: وهو ليس بشيء ولا نرى الرواية عنه، وقال مطر: كان يلقاني
(١) أخرجه أبو داود ٤/ ٢٢٢، رقم ٤٦٩١، والحاكم ١/ ١٥٩، رقم ٢٨٦ وقال: صحيح على شرط الشيخين. والبيهقي ١٠/ ٢٠٣، رقم ٢٠٦٥٨. وأخرجه أيضًا: ابن أبي عاصم في السنة ١/ ١٤٩، رقم ٣٣٨، وابن جرير الطبري في صريح السنة ١/ ٢١، رقم ٢١، والديلمي ٣/ ٢٣٧، رقم ٤٧٠٥.