للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيحلف على الحديث فأعلم أنه كاذب وكان كذَّابًا، وقال الفلاس: كان قدريًّا يرى الاعتزال، ترك حديثه، وقال سعيد بن عامر: كان من الكذَّابين الآثمين، وسئل قريش بن أنس عن حديث من حديثه، فقال: ما تصنع به؟ واللَّه لكف من تراب خير من عمرو. وترك حماد بن سلمة حديثه، وقال الجوزجاني: كان غير ثقة.

وقال الجوزقاني: كذَّاب وضَّاع لا يجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه، ويجب على الْحُفَّاظ بيان أمره. وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث، وقال معاذ بن معاذ عنه: إن كانت {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: ١١] في اللوح المحفوظ فما للوحيد من ذنب. وقال العقيلي: كان رأسًا في الاعتزال.

وذكره ابن الجارود وأبو القاسم البلخي، وابن شاهين، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان في جملة الضعفاء. وقال ابن المبارك: [مجزوء الرمل]

أيها الطالب علمًا ... إيت حماد بن زيد

فاطلب العلم بحلم ... ثم قيده بقيد

ودع البدعة من ... آراء عمرو بن عبيد

وذكره القاضي عبد الجبار في الطبقة الرابعة من شيوخ المعتزلة فقال: فأما عمرو بن عبيد فمحله في العلم والزهد والفضل أشهر من أن يذكر، فقد ذكر في كتاب "المصابيح" عن سفيان بن عيينة أنه قال: لم تر عيني مثل عمرو بن عبيد.

وحكى أنه كان يروي فيقول: ثنا عمرو بن دينار، ثم يقول في باقي الأحاديث: ثنا عمرو. فإذا جاءه مَنْ يقول: حدَّثكم عمرو بن دينار؟ فيقول: لا، إنما قلت: ثنا عمرو بن دينار في أول الحديث، والباقي كله حدثنيه عمرو بن عبيد. وكان يتوقى، وروى ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: ما رأيت أحدًا أعلم من عمرو بن عبيد. وروى أَنَّ عثمان البصري سأله عن خمسين مسألة في الطلاق كل ذلك يجيبه عن الحسن. قال عثمان البري: فاتهمته ثم رجعت إلى نفسي، فقلت: إذا جاز أن أسأله عن كل ذلك جاز أن يسأل هو الحسن عن ذلك.

وعن سفيان قال: ما رأيت مثل عمرو، كان ليلة عند المنصور فقمنا وتركناهما يتحدثان فأسمع أبا جعفر يقول: ناولني تلك الدواة لشيء أكتبه، فقال: لا أفعل. قال: ولِمَ؟ قال: أخاف أن تكتب بقتل مسلم أو أخذ ماله، فقال أبو جعفر: قطعت -واللَّه- الأعناق، أتعبت -واللَّه- من بعدك، للَّه درك يا أبا عثمان، ثم صاح بالربيع فناوله إياها،

<<  <  ج: ص:  >  >>