وعن عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرًا فوقع فيه، فقلت: يا أبا الخطاب؛ ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! فقال: يا أحول، أَو لا تدري أن الرجل إذا ابتدع بِدعة فينبغي لها أن تذكر حَتَّى تعلم، فجئت من عند قتادة، وأنا مغتم بقوله في عمرو، وما رأيت مثل نسك عمرو وهديه، فوضعت رأسي بنصف النهار، فإذا أنا بعمرو والمصحف في حجره وهو يحك آية من كتاب اللَّه تعالى، قال: فقلت: سبحان اللَّه؛ تحك آية من كتاب اللَّه تعالى؟ ! قال: إني سأعيدها. فتركته حتى حَكَّها، فقلت: أعدها، قال: لا أستطيع.
وعن ثابت البناني قال: رأيت عمرًا في المنام وفي حجره مصحف وهو يحك منه شيئًا، قلت: أيش تصنع؟ قال: أثبت مكانه خيرًا منه.
وقال أيوب لعبد الوارث: بلغني أنك لزمت عمرًا، قال: نعم يا أبا بكر، يجيئنا بأشياء غرائب لا نجدها عند غيره، فقال أيوب: إِنَّما نفرق من تلك الغرائب.
وقال مطر: قال لي عمرو: واللَّه إني وإيَّاك لعلى أمرٍ واحد. وكذب واللَّه، إِنَّما عنى على الأرض، وواللَّه ما أصدقه في شيء. ولما مات قال أبو جعفر: ذهب مَنْ يستحيى منه.
وقال علي بن المديني ويحيى بن معين: مات عمرو في ذي الحجة سنة أربع وأربعين في طريق مكة -شرَّفها اللَّه تعالى- وكان أبوه عبيد يخلف أصحاب الشرط بالبصرة، فكان الناس إذا رأوه مع أبيه قالوا: خير الناس من شر الناس، فيقول عمرو: صدقتم، أنا لهذا وهذا هذا.
وقال ابن قتيبة: كان يرى القدر ويدعو إليه، وعن عمرو بن النضر قال: مررت بعمرو فذكر شيئًا، فقلت: هكذا يقول أصحابنا، فقال: ومَنْ أصحابنا؟ قلت: أيوب، ويونس، وابن عون، والشعبي، قال: أولئك أرجاس أَنْجَاس أموات غير أحياء.
وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة؛ فقال: معتزلي صاحب رأي ليس بشيء في الحديث، وكان كثير الحديث عن الحسن وغيره. وذكره ابن قانع فيمن تُوفي سنة أربع وأربعين ومائة قال: ويُقال: سنة ثلاث. وكان يُرْمى بالقدر والاعتزال.
وفي كتاب "المنامات" لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بسنده عن أبي نضرة قال: عوتب الحسن في عمرو بن عبيد، وفي غضبه عليه؛ فقال: تعاتبونني في رجل واللَّه رأيته في المنام يسجد للشمس من دون اللَّه تعالى، وأنشد له الخطيب يعظ المنصور: