نزل مَلَك من السماء ما زادكم على هذا. وقال يحيى بن سعيد: ذكر عمرو حديث "ثَلاثُ سَكَتَاتٍ" فرده فقلت: هو عن سمرة، فقال: ما يفعل بسمرة؟ فعل اللَّه بسمرة، قال سفيان: وكان لعمرو ابن أخ يُخالفه فضرب يومًا على فخذه، وقال: حَتَّى متى أنت على ضلالة يا فضالة؟ قال سفيان: وكان هو واللَّه على الضلالة، وقال الفلاس: سمعت الأفطس، سمعت عمرًا يقول: لو أن عليًّا، وعثمان، وطلحة، والزبير شهدوا عندي في شِراك ما أجزتهم. وقال أبو عوانة: لقيت رجلا من أصحاب عمرو، فقلت: أيما خير عمرو أو قتادة؟ فقال: أيما خير هو أو ابن عمر؟ فقال: هاه هاه. ووقف وقال حَمَّاد بن زيد: مررت أنا وجرير بن حازم بأبي عمرو بن العلاء فدفع إلى جرير رقعة؛ فقال: ينبغي لصاحب هذه الرقعة أن يسلسل، قال: فقال: هذه رُقعة عمرو، وقال ابن المبارك: ما عددت عمرًا عاقلا قَطُّ، ورآه يومًا مطر، فقال: يا عمرو، إلى متى تضل؟
وقال حميد: كان عمرو يأتي الحسن بعد ما أسن، فيقول: يا أبا سعيد؛ أليس تقول كذا وكذا؟ للشيء الذي يقوله فيقول الشيخ برأسه هكذا. وحكى لعوف عنه شيء، فقال: كذب، وعن يحيى البكاء قال: شهدت الحسن تأتيه مسائل من قبل عمرو بن عبيد فلا ينظر فيها، فأقول: إِنَّه مكذوب عليه فلا ينظر فيها.
وقال كامل بن طلحة: قلت لحماد بن سلمة: كيف رويت عن الناس وتركت عمرًا؟ قال: إني رأيت في المنام الناس يوم الجمعة وهم يصلون للقبلة، ورأيت عمرًا يصلي لغير القبلة وحده، فعلمت أنه على بِدعة، فتركت حديثه.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": أنبا ابن سلام، حدَّثني الفضيل بن سليمان الباهلي قال: قال الحسن بن عمارة: أتى رجل كان يكلم عمرو بن عبيد فقلت: لولا ما خالف فيه الجماعة كان رجل أهل البصرة. قال: إي واللَّه ورجل أهل الدنيا. وسمعت يحيى يقول: كان عمرو يرى السيف، وقال يحيى بن سعيد: أحدث عن عمرو بن عبيد أحبُّ إليَّ من أن أحدث عن أبي هلال -يعني: الراسبي. وقال له حوشب في حياة الحسن: ما هذا الذي أحدثت لفت قلوب إخوانك عنك، هذا الحسن حي، هذه يدي ويدك؛ انطلق حتى نسأله عن الأمر. قال: كسرهما اللَّه إذن -يعني: رجليه-.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ" الذي على السنين: تُوفي سنة أربعين ومائة، وقالا: كان يرى القدر ويدعو إليه، وسئل عنه الحسن بن أبي الحسن فقال للسائل: سألت عن رجل كأن الملائكة أدبته والأولياء ربته، إن قام بأمر قعد به، وإن