قال السهيلي: كان عبد اللَّه بن شهاب اسمه عبد الجان، فسمَّاه سيدنا رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عبد اللَّه، وفي "كتاب ابن عبد البر": ابن الحارث وهو الأكبر، وقيل: ابن عبد اللَّه بن شهاب الأصغر، وهو جد محمد لأمه.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن أبان بن عثمان، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وحصين بن محمد السالمي، وقد قال ابن أبي حاتم: قال أبي: لَمْ أختلف أنا وأبو زرعة، وجماعة من أصحابنا أن الزهري لم يسمع من أبان بن عثمان شيئًا، وكيف يسمع من أبان، وهو يقول: بلغني عن أبان؟ ! قيل له: فإن محمد بن يحيى النيسابوري كان يقول: قد سمع. فقال: محمد بن يحيى كان بابه السلامة. قال أبي: الزهري لم يسمع من أبان شيئًا لا أنه لم يدركه، قد أدركه، وأدرك مَنْ هو أكبر منه، ولكن لا يثبت له السماع منه، كما أَنَّ حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له سماع من عروة، وهو قَدْ سمع مِمَّن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتَّفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حُجَّة.
قال عبد الرحمن: أنبا علي بن طاهر -فيما كتب إلي- ثنا أحمد بن محمد الأثرم قال: قلت لأبي عبد اللَّه -يعني: أحمد بن حنبل-: الزهري سمع من أبان بن عثمان؟ قال: ما أراه سمع منه، وما أدري -أو نحو هذا- إِلا أنه قد أُدخل بينه وبين أبان: عبد اللَّه بن أبي بكر.
وفي "تاريخ دمشق" لأبي زرعة: قال أبو زرعة: أنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان، وذكر كلام عبد الرحمن بن أبي حاتم، ذكره بالمعنى.
وعن أبي عبد اللَّه أحمد -وقيل له: الزهري سمع من عبد الرحمن بن أزهر؟ - قال: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر، ثُمَّ قال: إِنَّما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يُحَدث كذا، فيقول معمر وأبو أسامة سمعت عبد الرحمن بن أزهر، ولم يصنعا شيئًا عندي، وقد أدخل بينه وبينه: طلحة بن عبد اللَّه بن عوف. وذكر أبو عمر ابن عبد البر في "التمهيد" أنه أدركه.
= ١/ ٥٦, ٣٢٠، الجرح والتعديل ٨/ ٣١٨، ميزان الاعتدال ٤/ ٤٠، تاريخ الثقات ٤١٢ تراجم الأحبار ٤/ ١٣، الحلية ٣/ ٣٦٠، طبقات ابن سعد ٤/ ١٢٦، سير الأعلام ٥/ ٣٢٦، والحاشية، معرفة الثقات رقم ١٦٤٥، المعين ٤٢٧، نسيم الرياض ١٠٣، ٤٠١، معجم الثقات ٣٤٣، الثقات ٥/ ١٤٩.