قال ابن أبي حاتم: ثَنَا علي بن الحسين قال: قال أحمد بن صالح: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك لصلبه شيئًا، والذي يروي عنه هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك.
وفي "التمهيد": قال عمرو بن دينار -وذكر عنده الزهري- فقال: وأي شيء عنده؟ أنا لقيت جابرًا ولم يلقه، ولقيت ابن عمر ولم يلقه، ولقيت ابن عباس ولم يلقه.
وذكر المنذري عن أحمد بن حنبل لِمَ؟ يسمع الزهري من عبد اللَّه بن عمر. . . . وذكر أبو سعيد هاشم بن مرثد في "تاريخه": سمعت يحيى بن معين يقول: ليس للزهري عن ابن عمر رواية، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه: الزهري لا يصح سماعه من ابن عمرو ولا رآه ولم يسمع منه، ورأى عبد اللَّه بن جعفر، ولم يسمع منه، وفي كتاب "الجرح والتعديل" لعبد الرحمن عن أبيه: الزهري عن حصين بن محمد السلمي مُرسل وحدَّث عن مسعود بن الحكم ورآه، وله صُحبة -فيما ذكره- أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "الحلية".
وفي "تاريخ نيسابور" لأبي عبد اللَّه: عن محمد بن يحيى الذهلي: لم يسمع منه. قال أبو نعيم: وحدَّث عن ابن سندر الصحابي، ورآه، ورجل من بَلِي له صُحبة، وقد قيل: إنه رأى عبد اللَّه بن الزبير، والحسن، والحسين، وسمع منهم رضي اللَّه عنهم أجمعين.
وذكر في "الدلائل" قال ابن شهاب: حدَّثني أسقف النصارى أدركته في زمن عبد الملك بن مروان، وذكر أنه أدرك ذلك من أمر النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أيام هرقل وعقله، قال: لَمَّا قدم على هرقل كتابه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مع دحية، أخذه هرقل فجعله بين فخذيه، وذكر الحديث.
وأما قول الحاكم في "الإكليل": كان مِن كِبار التابعين، فكأنه يريد في العلم لا في السن، واللَّه أعلم.
وفي كتاب "السنن" للدارقطني من حديث الوليد بن محمد الموقري: ثنا الزهري قال: حدَّثتني أم عبد اللَّه الدوسية: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "الْجُمُعَة وَاجِبَةٌ عَلَى أَهْلِ كُلِّ قَرْيَةٍ (١) ". قال أبو الحسن: لم يصح سماع الزهري من أم عبد اللَّه.
(١) أخرجه الديلمي ٢/ ١١٧، رقم ٢٦١٧. وأخرجه أيضًا: الدارقطني ٢/ ٩ وقال: الزهرى لا يصح سماعه من الدوسية، والحكم هذا متروك. والبيهقي ٣/ ١٧٩، رقم ٥٤٠٦. وأورده أيضًا: ابن =