للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خذوا الحق ما عن سنة اللَّه معدل ... ومن يعدها يرجع لها وهو راغم

قال الزبير: حدَّثني يعقوب قال: لما أخذ ابن شهاب عند عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة انقطع عنه؛ فقال عبيد اللَّه فيه:

إذا شئت أن تلقى خليلا مصافيا ... وجدت وإخوان الصفا قليل

وعن حماد بن زيد قال: كان الزهري يحدث، ثم يقول: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من أحاديثكم؛ فإن للأذن مجاجة، وإن للنفس حمضة. وعن موسى بن عبد العزيز قال: كان ابن شهاب إذا أبى أحد من أصحاب الحديث أن يأكل يعني طعامه حلف أَلا يحدثه عشرة أيام. وعن الدراوردي قال: أول مَنْ دَوَّن العلم وكتبه ابن شهاب.

وعن مالك عن الزهري قال: كنت أخدم عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه، حتى كنت أستقي له الماء المالح، وكان يقول لجاريته: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش. وفي "كتاب البلاذري"، كان الزهري سخيًّا لا يبقي شيئًا فاحتاج في بعض أيامه حاجة شديدة حَتَّى لزم بيته؛ فجمع مولى له دراهم وأتاه بها، وأشار عليه أن يشخص بها إلى الشام ويصرفها في نفقته؛ ففعل وأصاب مالا عظيمًا من الخليفة، ولوده؛ فلما قدم المدينة جعل يُفَرِّق ذلك المال في قرابته وإخوته وجيرانه فقال له مولاه: يا أبا بكر؛ اذكر ما كنت فيه، وأنه لم يكن أحد يلتفت إليك، وقد جربت حال العدم فقال: يا هذا، أمسك عني فإني لم أر كريمًا تحنكه التجارب في ماله ونحن باللَّه وله.

وعن أبي الزناد قال: كان الزهري حين جلس لا يشك في أنه لا يسأل عن شيء إلا وجد عنده منه، فسئل عن أيسر الأشياء فلم يعلمه.

وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سنان قال: كان يحيى بن سعيد القَطَّان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا. ويقول: هو بمنزلة الريح، ويقول: هؤلاء قوم حُفَّاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علَّقوه.

وفي "تاريخ البخاري الصغير": ثنا جنادة، ثَنَا مخلد بن حسين، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما قال الزهري مِمَّا رواه فاشدد يديك، وما أتاك عن رأيه فانبذ به. وفي "طبقات العلماء" لمحمد بن جرير الطبري: قال قتادة: ما بقي على ظهرها إلا رجلان الزهري وآخر؛ فظن أنه يريد نفسه.

وفي "تاريخ المنتجيلي": عن الليث: كان ابن شهاب من أسخى من رأيت، كان يعطي كل من سأله، حتى إذا لم يبق معه شيء تسلف من أصحابه فلا يزالون يعطونه، حتى إذا لم يبق شيء تسلف من عبيده ولا يرى بذلك بأسًا، وربما جاءه إنسان فلا يجد

<<  <  ج: ص:  >  >>