وعن ابن أخيه قال: إن كنت لأجد ريح المسك من سوط دابة الزهري، وقيل له: تركت المدينة ولزمت شغبًا وإدامًا وتركت العلماء بالمدينة نيامى؟ فقال: أفسدها علينا العبدان: ربيعة، وأبو الزناد.
وعن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب؛ فقال: يا أبا محمد؛ إني رأيت فيما يرى النائم ابن شهاب؛ فرأيته مَدْفونًا ورأيت رأسه بادية ورأيت يديه خضيض، فقال سعيد: واللَّه إن ابن شهاب لرجل صالح، ولئن صدقت رؤياك ليصيبن سلطانًا وليصيبن دنيا، فأمره عمر بن عبد العزيز على الصدقات، وكان معه رجل فاتهمه في مال كان عنده بضربه فمات. زاد غيره: فحلف لا يأتي النساء ولا يظله سقف. فقال له علي بن الحسين: يا زهري؛ لك أشد من ذنبك، فقال: اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته. وتُوفي في ماله بشغب ودفن في بأداما من ضيعته على ثماني ليالٍ من المدينة. وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة الثانية من أهل المديثة. وفي "جامع بيان العلم" لابن عبد البر: عن خالد بن. . . .
وفي كتاب "التعديل والتجريح" لأبي الوليد، عن معن، عن مالك قال: كنت أكتب الحديث فإذا اخلتج في قلبي منه شيء عرضته على الزهري؛ فما أمرني فيه قبلته وما أثبته فهو الثبت عندي، وكنت أومر علمه على علم غيره لتقدمه في هذا الأمر وعلمه بسنن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": ثنا موسى بن إسماعيل: شهدت وهيبًا وبشر بن كثير، وبشر بن المفضل في آخرين وذكر الزهري فقال: بِمَن تقيسونه؟ فلم يجدوا أحدًا يقيسونه به إلا الشعبي، وفي "الثقات" لأبي حفص ابن شاهين، عن يحيى بن سعيد: ما أعلم أحدًا بقي عنده من العلم ما بقي عند ابن شهاب، وعن الجمحي قال: ما رأيت أحدًا أقرب شبهًا بابن شهاب من يحيى بن سعيد، ولولا ابن شهاب لذهبت كثير من السنن، وله يقول بعضهم:
بارا من وفيهم الزهري
سيدًا عالمًا زكيًّا نقيًّا
وأخبار الزهري كثرة اقتصرنا منها على هذه النبذة، واللَّه تعالى الموفق.