فتى لم يجالس مالكًا منْذ أنْ نشا ... ولم يقتبِسْ من علمه فهو جاهلُ
وفي "أدب الخواص" للوزير أبي القاسم المغربي: وذا أصبح بن الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن مازن بن مالك بن سهل بن عوف بن قيس ينسب إليه مالك، وقيل في نسبه غير ذلك، وهذا أصح وأثبت من قول الكلبي.
وعند التاريخي عن مصعب: لم يخرج مالك من المدينة إلا إلى مكة.
وحدثني الحسن، ثنا محمد بن عبد اللَّه بن حسن. . . فإنه خرج إلى السوق، وكان أيام الحسين المثول. . . محقا في بيته بالمدينة.
وعن أبي هارون قال: اصطُلِحَ إلى أبي طالب في آخر عمر مالك على أنه من أصيب منهم بمصيبة جاء إلى مالك في منزله حتى يُعزيه.
ووجد في صندوق مالك بعد وفاته كتاب من المهدي، وكتاب من موسى، وكتاب من هارون، وكلهم يدعوه أن يصير إليه فيرفع من قدره ومن فضله ويبايعه، فيترك ذلك، ويُعرض عن دنياه، فلم يدر متى وصلت هذه الكتب ولا ما كان من جواب مالك فيها.
وفي "تاريخ القراب" عن يحيى بن بكير: مات لعشر مضت من ربيع الأول.
وقال التاريخي ومن خطه: أنبا عبد اللَّه بن شبيب، قال: أنشدني أبو عبد اللَّه لبعض الشعراء في مالك بن أنس، انتهى.
عزاه المزرباني لسالم بن أيوب المديني: [الطويل]
ألا قل لقوم سَرَّهم فقد مالك ... الآن فقدنا العلم إذ مات مالكُ
وما ليَ لا أبكي على فقد مالك ... إذا عز مفقود من الناس هالكُ
وما ليَ لا أبكي عليه وقد بكتْ ... عليه الثريا والنجوم الشوابك
حلفت بما أهدت قريش وجللتْ ... صبيحة عشر حيث تقضى المناسك
لنعم وعاء العلم والفقه مالك ... إذا اشتبهت أعجاز أمر وشائك
وثنا ابن شبيب، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا هشام بن عبد اللَّه بن عكرمة قال: دخلت على هارون في سنة حجها بالمدينة، ومعنا مالك، فلما ودعناه قام كل من هناك من آل أبي طالب، وقريش والأنصار وغيرهم، فقبلوا يد هارون وودعوه، ومالك لم يرم يقول: أودع اللَّه فيك يا أمير المؤمنين وصحبك، وخرج ولم يقبل يده.
وقال ابن حبان: مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه