والدين والفضل والنسك، وبه تخرج الشافعي.
ولما ضربه سليمان سبعين سوطًا مسح مالك ظهره من الدم ودخل المسجد وصلى، وقال لما ضُرِبَ ابن المسيب: فعل مثل هذا. وأمه العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية.
وفي "تاريخ المنتجالي": أقام بضعًا وأربعين سنة قَلَّ ما يصلي الصبح إلا بوضوء العشاء.
وَقِيلَ لسفيان بن عيينة: أَيُّمَا أثبت في حديث الزهري؛ أنت أو مالك؟ فقال: واعجبا ممن تسألني عن هذا! واللَّه ما مثلي ومثل مالك إلا كما قال جرير بن الخطفي: [البسيط]
وَابنُ اللَّبُونِ إِذَا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ ... لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ
وقال سفيان: إنما كنا نتبع آثاره، وننظر إلى الشيخ لو كان كتب عنه ثقة وإلا تركناه.
وقال نعيم بن حماد: لو اختلف مالك والثوري في حديث كان مالك عندنا أثبت.
وعن نصر بن مرزوق: كان المواشط بالمدينة إذا أهدين العرائس قلن لهن: رزقكن اللَّه حظوة مالك، وفيه يقول محمد بن مناذر: [الوافر]
فَمَنْ يَبْغِ الوَصَاةَ فَإِنَّ عِنْدِي ... وَصاةً لِلْكُهُولِ وَلِلشَّبَابِ
خُذُوا عَنْ مَالِكٍ وَعَنْ ابنِ عَوْنٍ ... وَلا تَرْوُوا أَحَادِيَث ابنِ دَابِ
وعن ابن وضاح: دخل ابن كنانة على مالك بجائزة ألف دينار من عند الخليفة وهو يتغدى، فلم يقل له: ادن فَكُلْ، ولا أعطاه منها درهمًا، فغضب ابن كنانة، فبلغت مالكًا، فقال: إن في لغير هذا لمستمعًا، ومن هو الذي لا يكون فيه ما يُعاب به؟ قال ابن وضاح: وكان لمالك كل يوم بدرهم لحم. وفي رواية ابن أبي أويس: بدرهمين.
وقال عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه: مالك حافظ متثبت.
وقال النسائي: ما عندي بعد التابعين أَنْبَل من مالك ولا أَجَلَّ منه، ولا أوثق ولا آمن على الحديث منه، ولا أقل رواية عن الضعفاء.
ما علمناه حدث عن متروك إلا عبد الكريم، ولما نُعِيَ لحماد بن زيد بكى فأكثر البكاء، ثم قال: رحمك اللَّه أبا عبد اللَّه؛ لقد كنت من الإسلام بمكان.
وقال أبو داود: وُلِدَ مالك سنة اثنتين وتسعين.
وقال أبو نعيم: ما رأيت أحدا أكثر قولا من: لا أدري من مالك.
وقال له الزهري وقد حدثه ببضعة عشر حديثًا: ما ينفعك أني أحدثك ولا تكتب؟