وموقوفه، قال: ومجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو سمع منه فيما قالوا، وقيل: لم يسمع منه؛ لأنه أدخل بينهما جنادة بن أبي أمية، ومجاهد يروي عن أبي سعيد وليس بصحيح، ويروي عن جابر بن عبد اللَّه وليست لأحاديثهما ضوء، إنما هي من أحاديث محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح، عن مجاهد. قال: ولم يسمع من رافع بن خديج، وحديثه عن أبي رافع فيه اضطراب.
وفي "العلل" لعبد اللَّه بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال: وقد روى شريك، عن مجاهد، عن أيمن بن أم أيمن أخي أسامة لأمه. قلنا: لا علم لك بأصحابنا، أيمن أخو أسامة قتل مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم يوم حنين قبل أن يولد مجاهد، ولم يبق بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلم فيحدث عنه.
وفي "الطبقات": كانوا يرون أن مجاهدًا يحدث عن صحيفة جابر بن عبد اللَّه.
وفي "السنن للبيهقي": بعض أهل العلم يشك في سماع مجاهد من أبي عياش، وإن كان قد وقع لنا في سند جيد تصريحه بسماعه منه.
وفي "تاريخ أبي حاتم الرازي" رواية الكناني: قلت: مجاهد سمع من أبي هريرة؟
فقال: يروي عن أبي هريرة، وربما أدخل بينه وبين أبي هريرة رجل.
وقال الترمذي في "العلل": قلت لمحمد: مجاهد سمع من أم هانئ؟
فقال: روى عن أم هاني، ولا أعرف له سماعًا منها.
وفي قول المزي: قال أبو حاتم، وابن معين: لم يسمع من عائشة، مقتصرًا على ذلك، قصور كثير، وذلك أن هذا قد قاله جماعة، البرديجي، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل في آخرين، وأبى ذلك آخرون، منهم: محمد بن إسماعيل البخاري، فإنه ذكر عنه حديثي عائشة فذكر حديثًا، وفي موضع آخر: سمعنا استنان عائشة رضي اللَّه عنها، فذكر لها قول ابن عمر في العمرة.
وقال الكلاباذي: سمع عائشة.
وقال علي بن المديني في "العلل الكبير": لا أنكر أن يكون مجاهد لَقِيَ جماعة من الصحابة، وروى عن طائفة منهم، وقد سمع من عائشة.
وفي "التمييز للنسائي" بسند صحيح: ثنا محمد بن عبيد، ثنا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عبد اللَّه الجهني، قال: أُتِيَ مُجَاهِدٌ بِقَدَحٍ حَزَرْتُهُ ثَمَانِيَةَ أَرْطَالٍ، فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم "كَانَ يَغْتَسِلُ من مِثْلِ هَذَا".