وقال ابن حبان: ماتت عائشة سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، فيدلك هذا على أن من زعم أن مجاهدًا لم يسمع من عائشة كان واهمًا في ذلك.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكره في الطبقة الثانية من أهل مكة، فكان ماذا؟ لم يذكر من عنده لفظه تصريحًا، قال ابن سعد: أنبا الفضل بن دكين، ثنا فطر قال: رأيت مجاهدا أبيض الرأس واللحية.
وعن الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهدًا ظننت أنه خربندج أضل حماره فهو مهتم، أنبا أبو بكر بن عياش، قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟
قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب، ثنا الفضل بن دكين قال: تُوفِّيَ مجاهد سنة ثلاث ومائة وهو ساجد.
وقال يحيى بن سعيد: مات سنة أربع ومائة، وكان ثقة، فقيهًا عالمًا، كثير الحديث.
وفي سنة ثلاث ذكر وفاته أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد اللَّه التميمي، والفلاس، والترمذي، وخليفة بن خياط، وقال: ويقال: سنة أربع، والقراب في آخرين.
وفي "طبقات الهيثم بن عدي": مجاهد بن جبر بن نوف، وقال في "التاريخ الكبير" الذي على السنين: تُوفِّيَ سنة اثنتين ومائة، وهو غير ما نقله المزي عنه سنة مائة، وليس لقائل أن يقول: لعله سقط من الناسخ الذي كتبه عن المزي؛ لأنه لو نقل من أصل لما أغفل نوفا جده الذي ليس هو فى كتابه جملة عنه ولا عن غيره.
وعن أبي نعيم: سنة ثنتين ومائة أيضًا.
وذكر المزي عن يحيى بن بكير: مات سنة إحدى ومائة، وأغفل من التاريخ المذكور إن كان رآه، ويقال: سنة ثلاث ومائة.
وقال ابن حبان الذي زعم المزي أنه نقل كلامه، وأغفل منه شيئًا لم يكن في كتاب المزي جملة وهو، وقيل: يكنى أيضًا أبا محمد، وكان فقيهًا عابدًا ورعًا متقنًا، إذا رُئِيَ كأنه خربندج أضل حماره لما فيه من الوله للعبادة.
وفي "تاريخ المنتجيلي": مات سنة ست ومائة.
وفي "تاريخ أبي بشر هارون بن حاتم التميمي": ثنا محمد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم قال: مات مجاهد سنة سبع ومائة، وفي سنة ثنتين ومائة ذكر وفاته أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عاصم في "تاريخيهما".
وذكره ابن حزم في الطبقة الأولى من القراء المكيين، وقال: قرأ على ابن عباس