وقال معن بن عبد الرحمن: ما رأيت مسعرا في يوم إلا قلت: هو اليوم أفضل من قبل ذلك.
وقال أبو نعيم: لقيت الثوري يوم مات مسعر، فأخذت بيده فقلت: يا أبا عبد اللَّه؛ ألا تحضر جنازة مسعر؛ فنثر يده من يدي، ومضى ولم يشهد الجنازة، قال أبو نعيم: سمعت مسعرا يقول: دخلت على أبي جعفر المنصور فقلت: يا أمير المؤمنين؛ أنا خالك.
قال: وأي أخوالي أنت؟
قلت: أنا رجل من بني هلال.
قال: ما من أمهاتي أم أحب إليَّ من الأم التي منكم.
قلت: يا أمير المؤمنين؛ ألم تنظر ما قال الشاعر فينا وفيكم: [الوافر]
وَشاركْنا قُريشًا في نقَاهَا ... وَفِي أَنْسَابِهَا شِركَ العِنَانِ
بِمَا ولدت نِساء بني هلال ... ومَا ولدت نساء بني أبان
فقلت: يا أمير المؤمنين؛ إن أهلي يبعثوني بالدرهم أشتري به الشيء فيردونه عليَّ.
قال: بئس ما صنع بك أهلك؛ خذ هذه العشرة آلاف فاقسمها.
قال أبو نعيم: أراد أن يضع نفسه عنده لئلا يستعين به.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدًا أهون عليه من أن يدفع له الشيء لم يسمعه من مسعر.
وقال شريك: سمعت مسعر يقرأ على عاصم فيلحن، فقال له عاصم: أرغلت يا أبا سلمة.
وقال هشام بن عروة: ما رأيت بالكوفة مثل ذاك الرؤاسي؛ يعني: مسعرا، وكان رأسه طويلا، ولما قدم أبو مسلم للحج ودخل مسجد الكوفة، خرج الناس هربًا منه، وبقى مسعر، فأرسل إليه رجلا على رأسه يسأله من هو؟
فقال: قل له: مسعر بن كدام، فلما قال لأبي مسلم ذاك قال: نعم؛ فإذا هو يعرفه.
وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت مثله، كان من أثبت الناس، سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات مسعر، وزكريا بن أبي زائدة فيما بين السبعة والأربعين إلى الخمسين، وقال مرة أخرى: مسعر مات سنة خمس وخمسين ومائة.
وفي "الصحاح للجوهري": جعله أهله حديث مسعرًا بالفتح للتفاؤل، انتهى.
الذي جاء في الحديث لعكس التفاؤل، هو كسر الميم لا بفتحها، وذلك كمسعر