فلان الثقة الحافظ الناقد، فلان درة في الحديث، أو ريحانة في الحديث، أو ياقوتة في الحديث، فلان يملأ حديثه الصدر والنحر، فلان قرة عين في الحديث، فلان ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك به، إذا حدثك فلان فاختم عليه، إذا جاءك الحديث عنه فاستمسك به.
فلان كبير من أهل الصناعة، العرض على فلان أحبُّ إليِّ من السماع من غيره، فلان كبير المتثبتين، ما عندي آمن على الحديث من فلان، ما خلفت بعدي آمن على الحديث من فلان، أحاديث فلان كأنها الدنانير، إذا جاءت المذاكرة جئنا بكلّ وإذا جاء التحصيل جئنا بفلان، إذا حدثك عن فلان ثقة فقد ملأت يديك ولا تريد غيره، كأن حديثه القدح لا يختلف فيه أحد، فلان العدل، الرضى الأمين عدل نفسي عندي، هو أوثق عندي من نفسي، فلان إمام الجرح والتعديل، أو ما خلق اللَّه تعالى أحدًا أعرف بالحديث منه، فلان أس المحدثين في الصدق وكان ثبتًا.
فلان من ثقات الثقات، كان فلان مليًّا، فلان ثقة صاحب حديث، فلان ثقة صاحب حديث ومعرفة، فلان من البزَّل الكمَّل في هذا الشأن، فلان أهل ألا ندع له شيئًا، فلان ينبغي أن تكتبوا حديثه كله، خذوا من حديثه ما استطعتم، فلان محدِّثُ العرب، فلان غاية في الإسناد ليس بعده شيء، فلان حديثه كالأخذ باليد، حدثنا فلان وكان فلان دعامة، هو كثير العلم صحيح الحديث، إن حدثكم فلان فلا عليكم ألا تكتبوا عن غيره، فلان فطن صحيح كيِّسٌ، فلان من حكماء أصحاب الحديث، فلان ثقة نقيُّ الحديث، فلان صحيح الدِّين صحيح الرواية، فلان مقدَّمٌ في الصنعة.
فلان ثقة مأمون، ثقة من أهل الأمانة، فلان ثقة فوق الثقة بدرجة، فلان الحافظ الصدوق، كان فلان ينظِّر بفلان الإمام، كان فلان في مسلاخ شعبة، فلان ثقة يصلح للحديث، ما ينبغي لأحد أن يفوق فلانًا في الحديث أو يفضله في الحديث، فلان عزيز العلم ثقة عالم، فلان لا يختلف فيه أحد، وغير ذلك من عبارات كثيرة استخدمت للدلالة على هذه المرتبة.
وفائدة هذه الرتبة أن حديثهم في أعلى درجات الصحة، وكذلك إذا حدث تعارض أو اختلاف في الرواية، رجحت طبقة هؤلاء.
المرتبة الثانية: ثقة، أو ثبْت، أو حجة، أو إمام، أو حافظ، أو متقن، أو عدل، إلى نحو ذلك.
وأما قولهم:(ثقة)، فمعناه أنه عدل ضابط، ولا يلزم من هذا أنه لا يخطئ، فما من ثقة، بل وما من إمام مشهور إلا وقد أخطأ، لكن الراوي إذا كان صدوقًا في دِينه، وكان خطؤه قليلا نادرًا، ينغمر في سعة ما روى، أو لم يظهر ذلك في حديثه، فهو ثقة يعمل بروايته، إلا أن يتَّضح لنا أنه أخطأ في حديث بعيْنه، فيترك خطؤه ويقبل صوابه، والرجل إذا كثرت حسناته على سيئاته، وصوابه على خطئه، نَجَا وسَلَم، والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، كما قال