فتقول ملكت مكان النعمان ونكحت ابنته، فقال: واللَّه ذلك أردت، ثم قال: [الكامل]
أدركت ما منيت نفسي خاليًا ... للَّه درك يا ابنة النعمانِ
إني بحلفك بالصليب مصدق ... والصلب أفضل حلفة الرهبان
فلقد رددت على المغيرة ذهنه ... إن الملوك نقية الأذهان
يا هند حسبك قد صدقتِ فأمسكي ... فالصدق خير مقالة الإنسان
قال أبو الفرج: كان المغيرة من دهاة العرب وحذقتها، وذوي الرأي فيها والحيل الثاقبة، وكان يقال له في الجاهلية: مغيرة الرأي، وفتح وهو أمير البصرة عمان.
وعن أبي اليقظان: كان المغيرة مطلاقًا؛ فربما اجتمع عنده أربع نسوة، فيقول: إنكن لطويلات الأعناق، كريمات الأعراق، حسنات الأخلاق، ولكني رجل مطلاق، فاعتددن.
. . . . . . .
وفي "ربيع الأبرار": قال عبد السلام بن أبي سليمان النكاح: [الطويل]
تزوجت ألفًا ثم طلقت مثله ... فلم أترك مالا ولم أترك وفرا
فأنت أقلْنيها فإن عدت بعدها ... فألفيت لي عذرًا فلا تقبل العذرا
وقال الجاحظ: كان الجمال بالكوفة ينتهي إلى أربعة، فبدأ بالمغيرة، وقد اختلف في ثقيف، فمن أغرب ما قيل فيه: أنه كان عبدا لأبي غالب، وكان أصله من قوم نحوا من ثمود، وهو قول علي بن أبي طالب، وروى عنه أن ثقيفًا كان عبدًا لصالح صلى اللَّه عليه وسلم، فهرب منه واستوطن الحرم، وعن ابن عباس: كان عبدًا للهجمانة امرأة صالح، فوهبته لصالح.
قال الهمداني في "الإكليل": ليس هو صالح النبي؛ إنما هو ابن الهميسع بن ذي مازن بن حُدان، وفي ذلك يقول حسان: [الكامل]
عاري الأشاجع من ثقيف أصله ... عبد ويزعم أنه من يقدم
وقال الضحاك بن المنذر الحميري، وذكرهم: أولئك صغار الخدود، لئام الجدود، بقية أعبد ثمود.
وزعم المبرد أن ثقيفًا أخو النخع.
وفي "معجم الطبراني": لما نزع عمر عمارا عن الكوفة استعمل المغيرة، فمكث سنة، ثم قتل عمر، فلما ولي عثمان بعث سعيدا، وأقام أيام معاوية على الكوفة تسع