بالكوفة في شعبان، ويقال: مات سنة اثنتين وخمسين، له سبعون سنة.
قال القراب: أنبا محمد بن محمد بن خالد، أنبا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن أبي الدنيا قال: قال أبو الحسن؛ يعني: المدائني: كان بالكوفة طاعون، الذي مات فيه المغيرة وهو واليها سنة خمسين، فخرج منها، فلما خف الطاعون قيل له: لو رجعت! فرجع، فلما كان في خصاص ابن عوف طعن، فمات، رحمه اللَّه تعالى وغفر له، وكذا ذكره في "التعريف بصحيح التاريخ".
وفي كتاب ابن شبة: وفد عتبة بن غزوان على عمر، ووجه مجاشع بن مسعود إلى الفرات، وقال للمغيرة: صل بالناس؛ فإذا قدم مجاشع فهو الأمير، فجمع الفيلكان عظيم من عظماء أبزقباذ، فخرج إليه المغيرة فقتله بالمرغاب، وكتب إلى عمر بالفتح، فقال عمر لعتبة: من استعملت على أهل البصرة؟
قال: مجاشع بن مسعود.
قال: استعملت رجلا من أهل الوبر على أهل المدر؟ !
فرجع عتبة، فلما تُوفِّيَ كتب عمر إلى المغيرة بولايته على البصرة، فأقام واليًا عليها سنة خمس عشرة وست عشرة وسبع عشرة.
وفي "المعجم للمرزباني": فُقِئَتْ عينه يوم القادسية، وكانت له قبل ذلك نكتة في عينه، ولمعاوية بن أبي سفيان يقول، وجرت بينهما مراجعة: [الكامل]
إن الذي يرجو سقاطك والذي ... سمك السماء مكانها لمضلل
أجعلت ما ألقى إليك خديعة ... حاشى الإله وترك ظنك أجمل
وكان صاحب معاوية في سائر حروبه ومواطنه، وهو أول من أشار عليه بولاية العهد ليزيد، وأول من أجهد نفسه في ذلك بالكوفة عند تقلده إياها لمعاوية.
وزعموا أن في "شرح التنبيه لابن الرفعة" أن المغيرة كان يرى نكاح السر، وأنه تزوج أم جميلة بنت عمرو سرًّا خوفًا من عمر بن الخطاب، فرآه أبو بكرة يتردد إليها، فاتهمه، وزعم أن الشريف. . . بمصر.
وفي كتاب المسعودي: وفي سنة تسع وأربعين كان الطاعون بالكوفة، فخرج عنه المغيرة، ثم عاد، فطعن فمات.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لما ولي الكوفة ركب إلى هند ابنة النعمان، وكانت قد عَمِيت، وَتَرَهَّبَت في دير لها بظاهر الكوفة، فخطبها إلى نفسها، فقالت: أما والصليب لو كان في شيء مما يُرغب فيه لأجبتك، ولكنك أردت أن تتشرف بي في المحافل؛