فغلط بشريح، ولم يكن مكحول، ولا الزهري يأخذان عن نافع، وكانا يأخذان عن سالم، قال أبو مسهر: ولا أراه سمع من أبي أمامة، ولا من واثلة شيئًا، انتهى.
هذا يعارض ما ذكره المزي عن أبي مسهر أنه سمع من واثلة.
وعن سعيد قال: كان الأغلب على مكحول علم علي بن أبي طالب، وكان إذا ذكر عليا لا يسميه، ويقول: قال أبو زينب.
رأيت في كتاب علي: قلت ليحيى بن سعيد: تروي عن راشد بن سعد؟
قال: هو أحب إليَّ من مكحول.
وذكر المزي أن ابن سعد قال: مات سنة ست عشرة، وعن عمر بن سعيد: سنة ثمان عشرة، انتهى.
ابن سعد ذكر أشياء لم يذكرها على العادة من نقله بالوساطة، قال في الطبقة الثانية من أهل الشام: أنبا محمد بن مصعب، ثنا معقل بن عبد الأعلى القرشي -من بني أبي معيط- قال: سمعت مكحولا يقول لرجل: ما فعلت بك الهاجة؟ وقال غيره من أهل العلم: كان مكحول من أهل كابل، وكانت به لكنة، وكان يقول بالقدر، وكان ضعيفا في حديثه ورأيه.
أنبا عمر بن سعيد، قال: مات مكحول سنة ثماني عشرة ومائة، وقال غيره: مات سنة ثلاث عشرة ومائة.
وقال الحريش بن القاسم: أخبرني خالد ابن يزيد بن أبي مالك قال: أردفني أبي لموت مكحول سنة اثنتي عشرة ومائة.
ولما ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية قال: يقال كان من الأبناء لم يملك، مات سنة ثلاث عشرة، ويقال: أربع عشرة، وذكره في الطبقة الثانية مسلم بن الحجاج.
وقال أبو داود: وسألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل؛ هل أنكر أهل النظر على مكحول شيئًا؟
قال: أنكروا عليه مجالسة غيلان، ورموه به، فبرأ نفسه بأن نحاه، وسألت يحيى بن معين؛ هل سمع مكحول من أبي هريرة؟
قال: لا.
وفي "تاريخ المنتجالي" عن الأوزاعي قال: دخلنا على مكحول نعاتبه في العزلة، فقال: إن يكن الفضل في الجماعة فالسلامة في العزلة.
وقال أبو حاتم: كان مكحول يطعم جلسائه يوم الفطرة سكره.