إذا نادى الشراة أبا سعيد ... مشى في رفل محكمة القتير
وكانت الركب من الخشب، فلما أمر بها المهلب، فضربت من الحديد، وكان أول من فعل ذلك، قال عمران بن عصام العنزي: [الكامل]
ضربوا الدراهم في إمارتهم ... وضربت للحدثان والحربِ
حلقا ترى منها مرافقهم ... كمناكب الجمالة الجربِ
وقدم المهلب مرة على الحجاج بعد وقعة كانت مع الخوارج عظيمة، فأظهر إكرامه وبره، وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أهل العراق، أنتم عبيد المهلب، ثم قال: كنت واللَّه كما قال لقيط الإيادي: [البسيط]
وقلدوا أمركم للَّه دركمُ ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا يَطعم النومَ إلا ريث يبعثه ... هم يكاد حشاه يقصم الضلعا
لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا
ما زال يحلب هذا الدهر أشطره ... يكون متبعا طورا ومتبعا
حتى استمرت على شرز مريرته ... مستحكم الرأي لا قمحا ولا ضرعا
فقام إليه رجل فقال: أصلح اللَّه الأمير، واللَّه لكأني أسمع الساعة قطري ابن الفجاءة وهو يقول لأصحابه. المهلب كما قال لقيط الأيادي، ثم أنشد هذا الشعر، فسر الحجاج حتى امتلأ سرورا، وقال النعتيب -بالنون- حين قدم المهلب خراسان واليا بعد أمية ابن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد: [الوافر]
تبدلَت المنابر من قريش ... مزونيًّا بفقحته الصليبُ
فأصبح قافلا كرمٌ ومجدٌ ... وأصبح قادما كذب وحُوبُ
فلا تعجب لكل زمان سوء ... رجالٌ والنوائب قد تنوبُ
وقال حبيب بن عوف يمدحه: [البسيط]
أبا سعيد جزاك اللَّه صالحة ... فقد كفيتَ ولم تعنف على أحدِ
داويت بالحكم أهل الجهل فانقمعوا ... وكنت كالوالد الحاني على الولدِ
وقال فيه المغيرة ابن حبناء الحنظلي من أبيات: [البسيط]
إن المهلب إن أشتقْ لرؤيته ... أو أمتدحْه فإن الناس قد علموا
إن الأريب الذي تُرجى نوافله ... والمُستعان الذي تجلى به الظلمُ
القائل الفاعل الميمون طائره ... أبو سعيد إذا ما عُدَّت النعمُ