أزمان أزمان إذا عض الحديد بهم ... وإذا تمنى رجال أنهم هزموا
وفي قول المزي: ذكره ابن سعيد في الطبقة الأولى من أهل البصرة، نظر، والذي ذكره ابن سعد في هذه الطبقة إنما هو أبوه أبو صفرة، فينظر، واللَّه تعالى أعلم.
وفي "تاريخ دمشق" عن جرير بن حازم ومحمد بن أبي عيينة: تُوفِّيَ بمرو الروذ في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وله اثنتان وسبعون سنة.
وزعم أبو عبيد معمر بن المثنى أن أبا صفرة كان علجا فارسيا من أهل فارس، وكانوا يعلمون في البحر، فنزلوا هجاب والعامرة من قراها، فانتسبوا إلى العبيدل من الأزد، وكان اسمه مهبون. قال الفرزدق يهجو المهلب: [الوافر]
بخارك لم يقد فرسا ولكن ... يقود السفن بالمرس المغارِ
وكان اسم أبي صفرة أبو سفرة، وكان ابن أبي المهلب حين قطع إلى فارس، فقيل لعثمان. . .، وامرأته عناق بنت حاضر أم المهلب لم تخفض، فأمر بهما فخفضا بعد كرها، قال زياد الأعجم:
هل تسمع الأزد ما يقال لهم ... في باحة السوق أم بهم صمم
أختن القوم بعد ما هرموا ... واستعربوا بعد إذ هم عجم
ويقال: إن المهلب سرق شيئًا، فأمر به زياد أن يقطع، فكلمه في ذلك الربيع بن زياد الحارثي، قال: وزعم الكلبي أن المهلب من نسله، فقال أبو عبيدة: وهذا كذب صراخ.
وفي "المراسيل": ثنا عمر بن شبة قال: سمعت شيخا من آل المهلب قال: قيل لشعبة: للمهلب بن أبي صفرة صحبة؟
قال: لو كانت للمهلب صحبة زاد في ذراعي.
قال عمر بن شبة: كان شعبة مولى عتيك مولى المهلب.
وفي قول المزي: لم يقل المهلب شعرا قط إلا هذين البيتين: [البسيط]
إنا إذا نشأت يوما لنا نعم ... قالت لنا أنفس أزدية عودوا
لا يوجد الجود إلا عند ذي كرم ... والمال عند لئام الناس موجود
نظر؛ لما ذكره أحمد بن الحسين السلامي في "كتاب ولاة خراسان" تأليفه: ولما أصيبت عين المهلب بما وراء النهر مع سعيد بن عثمان بن عفان قال: [الطويل]
لئن ذهبت عيني لقد بقيت نفسي ... وفيها بحمد اللَّه عن تلك ما ينسي