لأن ابن سعد لم يقل هذا إلا نقلا، عن محمد بن عمر. بيانه قوله: قال محمد بن عمر: قدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية، فاستقضاه على قضائه بالهاشمية، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان ثقة، كثير الحديث، حجة ثبتًا، وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل المدينة، والهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة.
وقال العجلي: كان قاضيًا على الحيرة، استقضاه بعض بني أمية، وكان يحيى رجلا صالحًا، فقيل له: كم تحفظ؟
قال: ست مائة، سبع مائة.
وقال ابن يونس: قدم مصر وكيلا لولد أبي دجانة الأنصاري في طلب ميراثهم من ابن سلمة بن مخلد، وصار من مصر إلى إفريقية، وتوفي بالعراق.
قال أبو سعيد: وولي قضاء القضاة من قبل أبي العباس، وأبي جعفر جميعا، وقال عبيد اللَّه بن عمرو: رأيت يحيى مقدمة المدينة عليه منطقة يسير، أنزلها يحاش، ثم رأيته حين ولي القضاء في فتنة، وعليه قميص قومي مكفوف، وعن يحيى بن أيوب: كان يحدث بالحديث كأنه يقير على اللؤلؤ.
وفي "العلل الكبير": عن ابن المديني: لا أعلم سمع من صحابي غير أنس.
وقال البرديجي في "المراسيل": وأحاديث يحيى الأنصاري، عن أنس صحاح، وهي ثلاثة أحاديث، منها حديث فيه اضطراب، وسائر حديث يحيى عن أنس فيه نظر، ولا يصح له عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إلا من حديث ابن أبي أوس، وسائر ذلك مراسيل. وكلها قوم ليسوا بأقوياء، وكان ابن المديني يزعم أنه لا يصح له عن ابن المسيب، عن أبي هريرة حديث مسند.
وفي "تاريخ البخاري": عن ابن عيينة: كان محدثوا الحجاز: ابن شهاب، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، يجيئون بالحديث على وجهه.
وقال أبو أسامة: حدثني يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري، وكان جده بدريًا.
وفي "تاريخ المنتجالي": عن سليمان بن بلال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وركبه الدين، فبينما هو على ذلك إذ جاءه "كتاب أبي العباس" يستقضيه، فوكلني بأهله، وخرج إلى العراق، وثنا أحمد بن خالد، ثنا ابن وضاح، عن أبي جعفر السبتي، قال: يحيى بن سعيد قاضي القضاة ببغداد، وكان أبو جعفر ولاه، وكان ابن أبي ليلى تحت يديه بالكوفة وسوار بالبصرة.