وذكر عند سعيد بن منصور، فقال: ذاك رجل صالح، وقال يحيى بن عبد الحميد الحُماني: كنا نعد فقهاء خراسان ثلاثة: ابن المبارك، ويحيى بن يحيى، وأبو أسد.
وقال يحيى بن محمد بن يحيى، عن أبيه: ما رأيت أحدًا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى.
وقيل لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد اللَّه، يحيى بن يحيى عندك إمام؟
فقال: يرحم اللَّه يحيى، هو عندي إمام.
وقال الحسين بن منصور: كنا عند أحمد فروى حديثًا عن سفيان، فقلت: خالفك يحيى بن يحيى، فقال: كيف قال يحيى؟ فأخبرته، فقال لإنسان، فكمل، فأجاز على الحديث، فقلت: يا أبا عبد اللَّه؛ لعله يكون كما قلت، فقال: لا خير فيما يُخالف فيه يحيى.
أخبرني أبو محمد بن زياد، ثنا عبد اللَّه بن محمد بن سلم، قال: كنت مع أبي عبد اللَّه المروزي بمصر، فلما أراد الخروج من عند يونس بن عبد الأعلى قلت له: من أدركت من المشايخ على سنة محمد صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: ما أدركت أحدا إلا أن يكون يحيى بن يحيى، فقلت: هو كما قلت يا أبا عبد اللَّه، إن يحيى بن يحيى كان يقال له: الشكاك.
قال: ذاك من تثبته.
وقال إسحاق بن إبراهيم: ما رأيت بخراسان أفقه منه، وحدث بحديث عن أبي نعيم وزهير بن حرب، ثم قال: قدموا يحيى بن يحيى عليهما؛ فإن يحيى مقدم عليهما، وكتبت عمن كتبت، فما كتبت عن أحد أوثق في نفسي من يحيى بن يحيى، والفضل بن موسى، ويحيى مقدم على الفضل؛ لأن ما ظهر للفضل من الحديث ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف، وظهر ليحيى نيف وعشرون ألف حديث.
قال الحاكم: جرى بحضرة الشيخ أبي بكر بن إسحاق ذكر عقل الثقفي وشمائله، فبلغني أنه قال: تلك شمائل الصحابة والتابعين، وذلك أن مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه وأحسنهم سمتًا، فلما خرج إليه يحيى بن يحيى وسمع ما أراد من حديثه، جالسه بعد ذلك سنة يأخذ من شمائله، فقيل له في ذلك، فقال: هذه شمائل الصحابة والتابعين، فلما انصرف إلى خراسان كان من أعقل الناس وأحسنهم سمتًا، فرحل إليه أبو عبد اللَّه محمد بن نصر ولازمه، ثم جالسه سنتين، فقيل له في ذلك، فقال: هذه شمائل الصحابة والتابعين أريد أن أقتبسها من يحيى بن يحيى، ثم انصرف إلى سمرقند، فخرج إليه أبو علي الثقفي، واقتبس من شمائله.