فـ "تهذيب الكمال" كتابٌ لا يُستغنى عنه أبدًا في مكتبة طالب الحديث، ولا يستطيع الطالب أن يكون طالبَ حديث من غير النظر في "تهذيب الكمال".
فالمزي رحمه اللَّه تعالى، أتى فاختصر "الكمال" لعبد الغني هذَّبه، الكتاب مطبوع في خمسة وثلاثين مجلدًا بتحقيق بشار عواد.
ثم لطول الكتاب وكِبَر حجْمه، جاء حافظان من الحُفاظ الكبار الأسْبق في الزمان، الحافظ المزيّ، ويليه الحافظ الذهبيّ، ويليه في الترتيب الزمانيّ الحافظ ابن حجر.
يقول الإمام الذهبي: الْتَمَسَ مني بعض الأخِلاء اختصارًا لـ "تهذيب الكمال" والإتيان بالأهم فالأهمِّ، وإن كان كلُّه في حُكم المُهم. قلت: لو صنفتُ شرحًا لكان أَوْلَى من أن أوليه تنقيصًا وجرحًا، ثم فكرت، فإذا الأعمار مولية، والهمم قصيرة، وضروريات الكتاب محتاج إليها في الجملة، فاختصرته مثبتًا لذلك، تاركًا التطويل.
ورغم هذا، فإنَّ كتاب "التذهيب" للحافظ الذهبي، جاء مشتملا على إضافات نفيسة، وتعليقات مفيدة، ولطائف من كل فنون علم الحديث المتصلة بدراسة الرجال، فقد عنيَ فيه بإبراز المؤتلف والمختلف من أسماء الرجال، وهو ما يتفق في الخطِّ ويختلف في النطق، وكذلك عنيَ ببيان وفاة كثير من المترجم لهم، وغير ذلك من الإضافات التي الْتَقطها الحافظ ابن حجر في كتابه "تهذيب التهذيب"، حيث يقول في مقدمته: وقد ألحقت في هذا المختصر ما الْتَقطته من "تذهيب التهذيب" للحافظ الذهبي.
وعلى كلٍّ، فرغم أن "تذهيب التهذيب" كان اختصارًا لـ "تهذيب الكمال"، إلا أنه بعد إضافات الإمام الذهبي النافعة، والتي ذهبَ بها مختصره، وما بثَّه في ذلك المختصر من روحه العلمية، ما جعل الكتاب يكاد أن يصبح مؤلفًا مستقلا، وإضافة أصيلة في علم الرجال.
ثم اختصر "تذهيب التهذيب" في "الكاشف في أسماء الرجال"، في ثلاثة مجلدات، وهو كتاب نفيس في بابه.
والحافظ ابن حجر رحمه اللَّه تعالى، اختصر "تهذيب الكمال" في "تهذيب التهذيب" بين التسمية هذه وهذه حرف، هذا "تذهيب" وهذا "تهذيب" اسمه "تهذيب التهذيب"، مطبوع في اثني عشر مجلدًا من غير الفهارس، مطبوع قديمًا.