للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النظر يقدمون أيوب.

وعن يحيى بن سعيد قال: كُنَّا عند مالك فحدثنا عن أيوب، قال: فانبرى إليه المخزومي فقال له: يا أبا عبد اللَّه، تخطيت من دار الهجرة إلى غيرها. فقال: أما إنكم لو رأيتم أيوب لعلمتم أنه يستحق أن يروى عنه، كان أيوب من العالمين العاملين الخاشعين. وروى الحسن بن علي، عن أبي أسامة قال: قال مالك: ما حدثتكم عن رجل إلا وأيوب أفضل منه.

وقال ابن أبي أويس: سُئل مالك متى سمعت من أيوب؟ فقال: حج حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبكي حتى أرحمه. وذكر موسى بن هارون أنه سمع العباس بن الوليد يقول: ما كان في زمن هؤلاء الأربعة مثلهم: أيوب، وابن عون، ويونس، والتيمي.

وقال ابن قتيبة عن الأصمعي: أفقههم أيوب. وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أربعة من أهل الأمصار يسكن القلب إليهم في الحديث: يحيى بن سعيد، وعمرو بن دينار، وأيوب، ومنصور بن المعتمر.

وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": قال هشام بن عروة: ما رأيت بالبصرة مثل ذاك السختياني. وفي لفظ: ما رأيت أعجميًّا أفضل من أيوب. قال حماد: وكان ابن عون يحدثني بالحديث فأقول له: يا أبا عون، أيوب يحدث بخلافه، فيدع ذاك الحديث، ويقول: كان أيوب أعلمنا. وقال حَمَّاد يومًا: ثنا أيوب الذي كان يبيع الأدم في السوق المأمون على ما يغيب. قال شعبة: لم أر قَطّ مثل: أيوب ويونس وابن عون. وقال أبو عوانة: رأيت الناس فلم أر مثل: أيوب ويونس وابن عون.

وقال علي: سألت يحيى بن سعيد: من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب، وعبيد اللَّه، ومالك، وفي كتاب "الطبقات لابن سعد": أيوب مولى تميم. وكَنَّاه ابن الحذاء أبا عثمان.

ولما ذكره ابن حبان في جملة "الثقات" قال: قيل: إنه سمع من أنس ولا يصح ذلك عندي، وكان من سادات أهل البصرة فقهًا وفضلا وروعًا، وكان يحلق رأسه كل سنة مَرَّة، فإذا طال عليه فرقه، مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين يوم الجمعة في شهر رمضان.

وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: سمعت أبا عبد اللَّه الحافظ، سمعت أحمد بن سلمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>