وجرير بن حازم، وكأنَّ مولده كان سنة ثمان وثمانين، ومات سنة سبعين، وقيل: سنة سبع وستين ومائة.
وفي "تاريخ بغداد" للخطيب: عن أحمد بن المقدام العجلي: مات جرير بن حازم أول سنة سبع وسبعين، ومات حماد بن زيد في آخرها. وقال أبو عبيد اللَّه المرزباني: توفي في صدر الدولة الهاشمية، وكان يُرمى في دِينه. زاد في الكتاب "المستنير": كان يُرمى بمذهب السمنية وهو من شعب الإلحاد.
وذكر الخوارزمي في كتابه التاريخ: أن السُّمنية هم أعراب أصحاب سمنى، يقولون بقدم الدهر، وبتناسخ الأرواح، وأن الأرض تهوي سفلا، ويقال لهم أيضًا: الصبأة، وبقاياهم بحران والعراق، ويزعمون أن برداست كان قديمًا، وبقاياهم على الحين بالصين والهند.
وقال أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي: صدوق حدَّث بمصر أحاديث وَهِمَ فيها، وهي مقلوبة، حدثني حسين، عن الأثرم، قال: قال أحمد بن حنبل: جرير بن حازم حدث بالوَهْم بمصر، لم يكن يحفظ.
حدثت عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن جرير بن حازم وأبي الأشهب، فقال: جرير زينته خصال، كان صاحب سُنة، وعنده من الحديث أمر عظيم. وذُكر عن أحمد أيضًا أنه قال: روى عن أيوب عجائب، وذكر له قول حماد بن زيد: جرير أحفظنا، فتبسم. قال: ولكنه بأخرة.
وقال يحيى بن معين: كان أفهم من أبي الأشهب، وكان شاعرًا، حدثني عبد اللَّه بن خراش، ثنا صالح، عن علي بن المديني، قال: قلت ليحيى بن سعيد: أبو الأشهب أحب إليك أم جرير بن حازم؟ قال: ما أقربهما، ولكن كان جرير أكثرهما، وكان يَهِمُ في الشيء، وكان يقول في حديث التَّصنُّع: عن جابر، عن عمر؛ ثم جعله بعد ذلك: عن جابر، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم.
حدثت عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: وحدثني أبي، عن عفان، قال: راح أبو جزي نصر بن طريف إلى جرير يشفع لإنسان بحديثه، فقال جرير: ثنا قتادة، عن أنس، قال:"كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ".
فقال أبو جَزي: كذبت، ما حدثناه قتادة إلا عن سعيد ابن أبي الحسن. فقال أبي: القول قول أبي جزي، وأخطأ جرير.