وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال العلامة أبو جعفر أحمد بن إبراهيم ابن أبي خالد في كتابه "التعريف بصحيح التاريخ": كان إمام هدى، وعَلمًا من أعلام الدِّين، وكان أكثر كلامه حكم. وقال النسائي في كتاب "الجرح والتعديل": ثقة.
وفي "تاريخ البخاري الكبير": حدثني عياش بن المغيرة، قال: وُلد -يعني: جعفرًا- سنة الجحاف سنة ثمانين، حدثني عبد اللَّه ابن أبي الأسود، عن يحيى بن سعيد: كان جعفر إذا أخذت منه العفو لم يكن به بأس، وإذا حملته حمل على نفسه.
وفي "كتاب المزي": وقال الجعابي رأيت بعض من صنف يذكر أن جعفر وُلد سنة ثمانين، قال المزي: وكذا قاله ابن منجويه واللالكائي: أن مولده سنة ثمانين. انتهى. وهذا قصور من الجعابي ومن بعده، يكون الشيء موجودًا عند البخاري، ويذكر من عند غيره تخمينًا لا يقينًا، الحمد للَّه على العافية.
وقال ابن سعد في كتاب "الطبقات الكبير": كان كثير الحديث ولا يُحتج به ويُستضعف، سُئل مرة: سمعت هذه الأحاديث التي تروي عن أبيك منه؟ فقال: نعم. وسئل مرة أخرى عن مثل ذلك، فقال: إنما وجدتها في كُتبه. توفي بالمدينة وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
وقال ابن خلفون في كتاب "الثقات": لما خرج محمد بن عبد اللَّه بن حسن بالمدينة، هرب جعفر إلى ماله بالفرع، فلم يزل هناك مقيمًا متنحيًا عما كانوا فيه، حتى قُتل محمد بن عبد اللَّه واطمأن الناس وأمنوا، رجع فلم يزل بالمدينة حتى توفي سنة سبع أو ثمان وأربعين في خلافة أبي جعفر، وهو يومئذ ابن إحدى وسبعين. وفي "كتاب الساجي": قال سفيان بن عيينة: أربعة من قريش لا نعتمد على حديثهم: ابن عقيل، وعاصم بن عبيد اللَّه، وجعفر بن محمد، وعلي بن زيد بن جدعان.
وذكر مصعب الزبيري، عن مالك، قال: اختلفت إلى جعفر زمانًا، فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصلي، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يحدث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلا على طهارة، وكان لا يتكلم فيما لا يُعْنيه، وكان من العلماء العُباد الزهاد الذين يخشون اللَّه، ولقد حَجَجت معه سَنة فلما أتى الشجرة أحرم، فكلما أراد أن يهل يُغشى عليه، فقلت له: لا بد لك من ذلك، وكان يكرمني وينبسط إليَّ، فقال: يا ابن أبي عامر؛ أخشى أن قول: لبيك اللهم لبيك، فيقول: لا لبيك ولا سعديك.
قال مالك: ولقد أحرم جده علي بن حسين، فلما أراد أن يقول: لبيك اللهم لبيك،