للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسع عشرة. وفي "كتاب الآجري": سُئل أبو داود: سمع حبيب من ابن عباس، قال: كذا يقول أبو ابن عياش في حديثه، وقد سمع من ابن عمر: سألت ابن عمر عن الضالة.

وفي كتاب "الثقات" لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: وقد رُوي أن ابن عون تكلم في حبيب هذا ورماه. قال أبو الفتح: هذا خطأ من قائله، إنما قال ابن عون: ثنا حبيب ابن أبي ثابت، وإسماعيل السدي، وهُمَا جميعًا أعور. قال أبو الفتح: سمع من ابن عباس وابن عمر، وهو ثقة صدوق، لا يلتفت إلى قول ابن عون فيه، وهو أشهر من أن يخرج له حديثًا. وذكر إسماعيل بن إسحاق القاضي: ثنا مسدد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة: "أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ" (١).

قال إسماعيل: الأحاديث المرفوعة في هذا الباب منكرة، وقد سمعت جماعة من أهل العلم بالحديث، نحو: علي بن نصر، وعيسى بن شاذان، وغيرهما، ذكروا حديث حبيب فعجبوا منه وأنكروه، قالوا: وهو ممَّا يُعتد به على حبيب، ومن يُحسن فيه أمره يقول: أراد أنه صلى اللَّه عليه وسلم "كان يقبِّلها وهو صائم" (٢)، فغلط بهذا.

وقال أبو داود: قال يحيى بن سعيد لرجل: احك عني أن هذين -يعني: حديث الأعمش عن حبيب في القُبلة، وحديث عنه في المستحاضة-، قال: احك عني أنهما شبه لا شيء.

وروى عن الثوري، قال: ما ثنا حبيب إلا عن عروة المزني -يعني: لم يحدثهم عن عروة بن الزبير شيء-. قال أبو داود: وقد روى حمزة بن ثابت، عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة؛ حديثًا صحيحًا.

وقال أبو عيسى: سمعت محمدًا يضعف هذا الحديث، وقال: حبيب لم يسمع من عروة. وكذا قاله الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وتبعهما على ذلك البيهقي، والدارقطني، وغيرهما.

وقال أبو عمر: وحبيب لا يُنكر لقاؤه لعروة، لروايته عمن هو أكبر من عروة، وأجل وأقدم موتًا، وهو إمام ثقة من الأئمة العلماء الجلة. وفي كتاب "المراسيل" لابن أبي حاتم عن أبيه: أهل الحديث اتفقوا على ذلك -يعني: على عدم سماعه منه-، قال:


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ٤٨، رقم ٤٨٥.
(٢) أخرجه عبد الرزاق ٤/ ١٨٢، رقم ٧٤٠٦، وابن أبي شيبة ٢/ ٣١٥، رقم ٩٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>