وقد مر في كتاب "الأعلام شرح سنن ابن ماجه": أن الصواب قول من قال: ابن الزبير، بالدلائل الواضحة، واللَّه أعلم. وقال ابن نميرة: ثقة.
وذكره خليفة في الطبقة الرابعة من مُضر الكوفيين، وفي "كتاب العقيلي": عن يحيى بن سعيد القطان: له عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه، وليست محفوظة. قال أبو جعفر: وغمزه ابن عون. وفي "كتاب الآجري": قلت لأبي داود: سمع حبيب من عاصم بن ضمرة، فقال: ليس لحبيب عن عاصم شيء يصح. انتهى.
المزي أطلق روايته عنه المشعرة بالاتصال، فينظر. وفي "كتاب ابن أبي حاتم" عن أبيه: اسم أبي ثابت: دينار، وفي "كتاب ابن عدي": عن يحيى، قال: قد روى ابن أبي خالد عن حبيب بن هندي. قال يحيى: وحبيب بن هندي هو ابن أبي ثابت.
وقال الوليد بن يحيى الأسدي: جاء رجل إلى حبيب، فسأله عن مسألة فأفتاه، ثم قال للرجل: إن أتيت هؤلاء الغلمان الذين في المسجد أفتوك بخلافه. قال: قلنا من الغلمان؟ قال: ابن أبي ليلى، وحجاج بن أرطأة، وحماد ابن أبي سليمان.
وقال أبو أحمد الجرجاني: وحبيب هو أشهر وأكثر حديثًا من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئًا، وهو بشهرته مستغنٍ عن أن أذكر أخباره أكثر من هذا، وقد حدث عنه الأئمة، وهو ثقة حجة كما قال ابن معين، ولعل ليس في الكوفيين كبير أحد مثله، لشهرته وصحة حديثه، وهو في أئمتهم يُجمع حديثه.
وقال ابن سعد: حبيب الأسدي مولى بني كاهل قال: طلبت العلم وما لي فيه نية، ثم رزق اللَّه النية. وعن الحسن بن عمرو، عن حبيب، قال: ما عندي كتاب في الأرض إلا حديث واحد في تابوتي.
وعن أبي بكر ابن عياش، قال: سمعت حبيبًا يقول: أتى على ثلاث وسبعون سنة، وكان طوالا. وقال العجلي -الذي نقل المزي بعض كلامه وترك قوله-: كان ثقة ثبتًا في الحديث، سمع من ابن عمر غير شيء ومن ابن عباس، وكان فقيه البدن، وكان مفتي الكوفة قبل الحكم وحماد، وحديثه أقل من مائتي حديث. وكان له ابنًا يُسمى عبد اللَّه، قال: وهو ثقة، سمع عن الشعبي.
وذكر أبو جعفر النحاس في كتابه "الناسخ والمنسوخ": حبيب ابن أبي ثابت: محل محله، لا تقوم بحديثه حُجة لمذهبه، وكان مذهبه أنه قال: إذا حدثني رجل عنك